ضمنها 47 ألفا لمصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية 200 ألف جرعة لتلقيح المغاربة ضد الأنفلونزا الموسمية ودعوات للرفع من أعداد الملقّحين وسبل الوقاية

انطلقت قبل أيام الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية بشكل مبكّر مقارنة مع ما عرفته السنة الفارطة، وذلك بعد توفير جرعات اللقاح في توقيت يعتبره مهنيو الصحة مهما بالنظر لعدم تفشي موجة الفيروس المعدي في الظرف الحالي. وحصل المغرب على دفعة أولى من اللقاح تقدّر بـ 200 ألف جرعة، اقتنت منها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية 47 ألفا، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، كما تم تخصيص 20 ألف جرعة منها لمجموعة من المصالح الأخرى، في حين كان نصيب القطاع الخاص من هذه الشحنة 133 ألف جرعة.
لقاح يكتسي أهمية بالغة بالنظر لطبيعة الفيروس وتداعياته الصحية الوخيمة التي تصل إلى حدّ مفارقة الحياة، إذ يتسبب وفقا للأرقام الرسمية في وفاة ما بين 300 و 650 ألف شخص كل سنة عالميا، وهو ما يطرح سؤالا عريضا حول كيفيات تحفيز المواطنين، خاصة صغار السن والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة الذي يعتبرون فئات هشة صحية، على الإقبال على تلقيح أنفسهم بهذا اللقاح الموسمي، والرفع من أعداد الملقّحين، إذ بالرغم من المجهودات التي تبذلها الجمعيات الصحية العالمة المختصة والأطباء والمختصين في التحسيس والتوعية إلا أن الإقبال على التلقيح يعرف الكثير من التباين.
التباين في أعداد الملقّحين ضد الأنفلونزا الموسمية لا يقتصر على المواطنين لوحدهم فقط، بل يشمل كذلك مهنيي الصحة الذين يتخلّف عدد كبير منهم عن الحصول على اللقاح بالرغم من أن الفضاءات الصحية التي يشتغلون بها تعتبر بيئة حاضنة للفيروس وتساهم في انتشاره بكثرة، مما يتسبب في تبعات صحية متعددة ويؤثر على استمرارية هذه المرافق والخدمات المقدمة للمرضى. وتشير الأرقام التقريبية التي سبق لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن حصلت عليها إلى أن مجموع الساكنة التي يتم تلقيحها سنويا لا تتجاوز نسبة 1.5 في المئة، في الوقت الذي توصي فيه منظمة الصحة العالمية بضرورة تحقيق تغطية لقاحية تصل نسبتها إلى 70 في المئة في صفوف الفئات المعرضة لمخاطر الإصابة بالتداعيات الوخيمة للأنفلونزا الموسمية.
وبحسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي» فإنه في حالة ارتفاع الطلب على اللقاح يمكن استقدام دفعات أخرى، خاصة وأن هناك من يرى بأن توفير 200 ألف جرعة يعدّ أمرا غير كاف، بالنظر إلى أنه في وقت سابق كان يتم توفير 400 ألف جرعة. وتعمل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على توفير اللقاح مجانا في المراكز الصحية لفائدة فئة من المواطنين الذين يعانون من أمراض مزمنة، على مستوى الجهاز التنفسي والقلب والشرايين والسكري والكلي نموذجا، في حين يتم التعويض عن مصاريف اللقاح كاملة في القطاع الخاص. وتعتبر الأنفلونزا الموسمية عدوى فيروسية حادة سهلة الانتشار تهاجم الجهاز التنفسي وتؤدي إلى التهاب الرئتين والتهاب الشعب الهوائية ونفس الأمر بالنسبة للأذن إضافة إلى تسمم الدم، ويصل الأمر إلى حدّ الوفاة في عدد من الحالات.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 31/10/2022