محمد الطالبي الرباط
دعا كل من عبد الإله حيضر والسالك الموساوي، خلال جلسة مجلس المستشارين، إلى إصلاحات جوهرية في مجالي تأطير الجالية المغربية بالخارج وتوزيع الثروات البحرية، مؤكدين على ضرورة إرساء العدالة المجالية، وتطوير الكفاءات، وضمان الشفافية في تدبير الشأن العام.
ففي تعقيبه حول موضوع معايير اختيار القيمين الدينيين بالمهجر، أبرز عبد الإله حيضر أهمية المجهودات التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في تأطير الجالية دينياً، من خلال أئمة ومرشدين يتصفون بالاعتدال والانفتاح ويساهمون في ترسيخ صورة الإسلام المغربي الوسطي. غير أنه شدد على الحاجة إلى تطوير آليات اختيار القيمين الدينيين بما يضمن مزيداً من الكفاءة والنجاعة، معتبراً أن بعض المعايير الحالية تركز على الجوانب الشكلية على حساب المؤهلات العلمية واللغوية والتواصلية.
وأوضح أن طبيعة المهام في بلدان الاستقبال تقتضي قدرة عالية على التواصل مع المجتمعات المضيفة، خصوصاً في ظل ظهور الجيل الرابع من المغاربة المقيمين بالخارج، الذين يواجهون تحديات الهوية والانتماء الثقافي. ودعا إلى خطاب ديني معاصر ومقنع بلغة يفهمها هؤلاء الشباب، مع تمكين الأطر الدينية من مهارات حديثة تضمن استمرار إشعاع النموذج المغربي في التسامح والوسطية.
أما السالك الموساوي، فتطرق في تعقيبه إلى موضوع العدالة المجالية في توزيع حصص الصيد البحري، منتقداً التفاوتات القائمة بين المناطق الساحلية في الاستفادة من نظام الحصص رغم كونه خياراً استراتيجياً يهدف إلى استدامة الموارد وتنظيم النشاط الاقتصادي.
وأكد أن العدالة المجالية ليست مطلباً فئوياً بل ركيزة أساسية للتنمية المتوازنة، داعياً إلى مراجعة معايير التوزيع لتحقيق التمييز الإيجابي للمناطق الهشة، ودعم الصيد التقليدي باعتباره قطاعاً اجتماعياً وإنسانياً، مع إشراك الهيئات المهنية والمنتخبين المحليين في بلورة نظام أكثر شفافية وإنصافاً.
كما شدد على أن أي إصلاح لتدبير الموارد البحرية يجب أن يرافقه دعم تقني ومالي للمهنيين وبرامج تقوي قدراتهم التفاوضية وتطور منظومات تسويقية تضمن قيمة مضافة للمنتوج دون المساس بحقوقهم.
وقد جمع تدخل المستشارين بين مطلبين متكاملين: الإنصاف في توزيع الثروة داخل الوطن، والارتقاء بالكفاءة في تأطير الجالية خارجه، في رؤية تنشد العدالة والشفافية والاعتدال كقيم جامعة تعزز صورة المغرب في الداخل والخارج.

