طاليب يتهم 10 أشباح بالتشويش على الجيش الملكي

أنقذ الحكم منصف زين علوي، فريق الجيش الملكي من تعادل أمام رجاء بني ملال الجريح، كان سيزيد لا محالة من متاعب المدرب عبد الرحيم طاليب، بعد أن اشتد عليه ضغط الجماهير العسكرية، عقب الهزيمة أمام يوسفية برشيد في الدورة السابقة.

وحرم الحكم رجاء بني ملال من هدف مشروع، سجل في الدقائق الأخيرة، من المباراة بحجة ارتكاب خطإ ضد الحارس العسكري محمد باعيو، وهو القرار الذي أثار احتجاجات قوية ضد الحكم، الذي كان حرم أيضا فريق عين أسردون من ضربة جزاء، كانت ستقلب كل الموازين.
وتأتي أخطاء الحكم منصف زين الدين، بعد الكارثة التحكيمية التي عرفتها مباراة الوداد الرياضي، ضد حسنية أكادير، والتي أثارت الكثير من النقاش في العديد من المنابر الصحافية.
تراكم هذه الأخطاء المؤثرة جدا على مصير الفرق والمدربين، تسائل وبقوة مديرية التحكيم التي عليها أن تتعامل بالصرامة المطلوبة مع الحكام الذين يعمقون جراح الأندية، وأن لا يكون الكيل بمكيالين كما كان مع الحكم هشام التيازي، الذي تم إنهاء مساره التحكيمي، رغم أنه كان سيتقاعد رسميا بعد 6 أشهر فقط.
ومقابل احتجاجات رجاء بني ملال ومدربه محمد مديحي، اعتبر المدرب طاليب الفوز مهما ونجاحا في تحقيق الأهداف المسطرة قبل نهاية الشطر الأول من الموسم، حيث قال إن “الانتصار جعلنا نبلغ الرتبة الرابعة وهذا شيء مهم جدا.
وحتى يرفع من قيمة ما حققه مع الجيش الملكي، لم يترد طاليب في العودة إلى الماضي ليذكر بأن الفريق كان خلال الموسم المنصرم في وضعية صعبة،و كان يحتل الرتبة التاسعة في مثل هذه الفترة.
وليصفي حساباته مع بعض من سماهم بالمشوشين والمشككين في أدائه استعار طاليب لغة الأشباح والعفاريت من رئيس الحكومة السابق، حيث أوضح أن “هناك 10 أشخاص من خارج المكتب لم تعجبهم النتائج المحققة، ولهذا أطالبهم بالابتعاد عن اللاعبين، حتى لا يجعلونهم تحت الضغط، نظرا لصغر سنهم وعليهم أن يبتعدوا عنا.”
وطالبت جريدة “الاتحاد الاشتراكي ” من العسكري خلال الندوة الصحافية توضيح الأمور والكشف عن المشوشين، لكن الجواب كان “أنا لا أعرف من هم، ولكن عددهم 10”.
وهنا نتساءل كيف يمكن تحديد العدد من دون معرفة الشخصيات؟ كما أننا نلفت الانتباه إلى أن طاليب دخل دوامة الحروب الجانبية، والتي لا محالة ستجر عليه الكثير من المتاعب. كما أنها ستبعده عن الاهتمام بالجانب التقني، وتحسين أداء لاعبيه، وهو الأداء الذي مازال بعيدا عن إرضاء الجماهير العسكرية، التي عبرت عن سخطها من الأداء أمام الفريق الملالي.
وحضرت الجماهير العسكرية بأعداد قليلة، عكس المباريات السابقة، كما وضعت لافتات سوداء، ومن دون أن تحمل أية شعارات، تعبيرا عن استيائها. كما لم تفرح بهدف الفوز، الذي كان من توقيع عبد الإله عميمي، كما عبرت عن احتجاجها على الإدارة العسكرية، بكل مكوناتها، وواجهت اللاعب محمد علي بامعمر بالصفير والاستهجان منذ انطلاقة المباراة، كما احتجت على المدرب طاليب، بعد تعويض اللاعب الجديد “بودلير آكا”، الذي خلق الكثير من المتاعب للفريق الملالي.
واستغل المدرب محمد مديحي هذا “الكوتشينغ” الذي اعتمده للمدرب طاليب، واستعان بخدمات المخضرم ياسين الصالحي، الذي وبالرغم من وزنه الزائد استطاع أن يخلق الكثير من المتاعب للفريق العسكري، وأجبره على التراجع إلى الدفاع، ليتحمل ضغطا كبيرا وقويا، ضاعت فيه الكثير من فرص التسجيل، كما حرم فيه الحكم الرجاء الملالي من هدف مشروع.
وكان الملاليون أكثر تحكما في الكرة في الشوط الثاني، وهو ما يجعل هزيمتهم غير منصفة. زادت من متاعبهم حيث واصلوا إخلاصهم للرتبة الأخيرة، برصيد نقطتين فقط بعد مرور 13 دورة، وهي حصيلة تنذر بعودة المبكرة إلى القسم الثاني.
وفي المقابل مكن هذا الانتصار الجيش الملكي من بلوغ رصيد 19 نقطة، ليحتل بذلك الرتبة 5 صحبة كل من الفتح الرياضي والمغرب التطواني.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 20/01/2020