طروادة في فنجان

صخب طفل فوق حصان خشبي.
صخب حصان خشبي
فوقه طفل.
صخبان يصطفقان
كجناحي صقر في
مفترق الهبوب،
وملتقى الجنون
فيتصادى لهما :
دف ورفرفة وأغان.
وتهتز أعطاف الأشجار
من طرب وانتشاء
لصخب طفل وحصان،
ممدود، ممتد في
أسماع الحكاية، وأنظار
ليالي القص والشهوة والانتظار.
لكننا لم نسمع شيئا – يا صديقي- ،
لا في منغلق الليل،
ولا، في منفتح النهار،
ومنفسح الصبابة.
ترى،
هل بنا وقر
هل أوهننا صمم،
أم ترانا عدم،
أم النوم أجدى من أن
ننفق أيامنا منتظرين :
(آذاننا منصوبة كأطباق التلفزيون
وأرواحنا منخورة
تغرغر في مهاوي
الجب النزوح؟
وهل من جدوى للشعر
في الزمن الشحيح؟
وهل من جدوى للشعر
في الزمن الشحيح؟
أسألك يا هولدرلين،
يا من اصطفته البروق رائيا
وخضه الجنون كمثل نبي،
يا صديق الآلهة والفلاسفة؟.
كما أن البرابرة لم يعودوا
يخدعون أحدا،
ولم تعد المدينة تستجيب
لنفخ البوق، وصياح البراح؟
أليس كذلك،
يا سليل البناة،
أبناء الشمس البدية،
يا قسطنطين كفافيس؟


الكاتب : محمد بودويك

  

بتاريخ : 11/07/2025