في خطوة تصعيد رمزية، اختار طلبة كلية الطب بالرباط، قبل يومين، رمي الوزرة البيضاء، التي تمثل الالتزام المهني للطلبة، على الأرض أما مدخل الكلية، وذلك احتجاجا على تعنيفهم من قبل السلطات وتجاهل الحكومة لمطالبهم المتواصلة منذ شهور.
وكان طلبة كليات الطب قد قرروا الانتقال إلى خطوة احتجاجية جديدة تتمثل في برمجة إنزال وطني، حددوا له موعدا يوم غد السبت 5 أكتوبر الجاري انطلاقا من الثانية عشرة ظهرا، والذي من المنتظر أن تشهد تفاصيله مبدئيا مدينة الرباط.
وكانت اللجنة الوطنية قد أعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، أنها اختارت شعارا لهذا الشكل الاحتجاجي يتمثل في «شباب المغرب وأطره من أجل وضع حقوقي وصحي أفضل»، وعملت من خلال بيان لها في الموضوع على توجيه الدعوة لآباء وأمهات الطلبة، ولحساسيات المجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية والطلابية، للمشاركة في الإنزال تأكيدا من الجميع على دعم قضية أطباء الغد.
نشير إلى أن رشاد ملوكي، ممثل طلبة الطب في فاس، سبق له في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن أكد أنه بالرغم من كل هذا الهدر الزمني الذي تم تسجيله والذي امتد لعشرة أشهر فإن طلبة الطب لديهم أمل كبير في أن تتوفق الوساطات، سواء ما يتعلق بجهود مؤسسة الوسيط أو غيرها من الفرقاء والمكونات المختلفة، المؤسساتية منها والمدنية، في إيجاد حلّ لهذا الملف.
وأوضح رشاد في تصريحه للجريدة بأن ما وقع من برمجة للامتحانات الجديدة يعتبر بكل أسف تضييعا للوقت الجامعي، مشددا على أن برمجة دورة استثنائية في غياب الحل، وفي وقت لم تعلن فيه نتائج الوساطة، بالنظر إلى أن الجميع ينتظر ما يمكن أن تأتي به مؤسسة الوسيط في هذا الإطار، يعتبر بمثابة هروب للأمام ولن يؤدي إلا لتأخير تطبيق الحلّ إذا ما تم التوصل إليه. وأكد ممثل طلبة الطب في فاس على أن ما يمكن تسميته بالتدابير السبعة التي جاءت بها الوزارة مؤخرا هي بمثابة أجوبة عن تبعات وتداعيات خطوة الإضراب، وبالتالي فهي لا تهمّ لا من قريب أو بعيد، مضامين الملف المطلبي للطلبة وعلى رأسها ما يتعلق بمدة التكوين.
ودعا ملوكي في اتصال هاتفي بـ «الاتحاد الاشتراكي» وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى تبني الوضوح، مشددا على أن أي توجه نحو ترسيب ما بين 80 و 90 في المائة من طلبة الطب سيكون سببا في خسارة بلادنا لعدد مهم من أطباء الغد، في الوقت الذي تعاني فيه أصلا من خصاص كبير في هذه الفئة التي هي ركيزة الورش الملكي للحماية الاجتماعية إلى جانب باقي الفئات الصحية الأخرى.