طلبة الطب يعبّرون عن استعدادهم للتجاوب مع المقترحات الحكومية لحلّ مشكل التكوين

الأساتذة يتعهّدون بالمساهمة في الإصلاح وإعادة الهدوء إلى الساحة الجامعية

 

أكد مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن هناك خطوات مؤسسة يتم القيام بها من أجل إعداد أرضية لحل المشكل الذي يرخي بظلاله وتبعاته على كليات الطب وطلبتها منذ أكثر من ستة أشهر. وأوضح المصدر ذاته للجريدة أن اجتماعا عقدته اللجنة الوطنية أول أمس الخميس، الذي تم بشكل حضوري، والذي كان موجزا من حيث مدّته الزمنية، لتدارس المستجدات الأخيرة وعلى رأسها الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة يوم الأربعاء الأخير مع عمداء كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة في المغرب بحضور وزير التعليم العالي والبحث العليم والابتكار، مشيرا إلى أن الطلبة عبروا عن رغبتهم غي أن تقدم الحكومة حلولا عملية لحلحلة الأزمة والدفع بانفراجها، وذلك باقتراح تدابير تضمن حقوق الطلبة وعلى رأسها الحق في تكوين جيد يرقى للتطلعات.
وشدد القيادي في اللجنة الوطنية في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن الاجتماع الذي تم عقده طبعته روح إيجابية حيث تم التأكيد على أن طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة ليسوا في مواجهة مع أي جهة كيفما كانت، وبأن مطالبهم مشروعة وتجد سندها في وضعية أراضي التداريب، وحالة الاكتظاظ، وتراجع ساعات التكوين، إلى جانب مجموعة من المشاكل الأخرى التي يعرف جميع المتدخلين في المجال طبيعتها. وأبرز المتحدث أن اللجنة الوطنية تعتبر تصريح رئيس الحكومة هو بمثابة تأسيس للمعالم الكبرى لحل أزمة التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب، وهو ما جعلها ترحّب بما وصفته بـ «التجاوب الايجابي للحكومة لحضور اجتماع أولي لمناقشة التأسيس لوساطة جادة بغية التوصل إلى حلول نهائية ترفع الضبابية السائدة منذ أزيد من سنتين، وتوضيح مختلف النقاط العالقة بالملف المطلبي للطلبة، لضمان الحفاظ على جودة التكوين الطبي والصيدلي لكفاءات مغرب الغد».
وكانت اللجنة الوطنية قد أصدرت بلاغا إخباريا عقب اجتماعها يوم الخميس، عبّرت من خلاله عن تثمينها لـ « التفاعل الحكومي الرامي إلى التدخل بفعالية للتوسط في هذا الملف»، وأكدت على أن «تأجيل امتحانات الدورة الصيفية سيمكّن من إتاحة فرصة التوصل إلى حل لهذه الأزمة»، مشددة في نفس الوقت على أن «مسألة العقوبات ستكون من الأولويات التي ستطرح على طاولة هذه الوساطة»، معلنة في هذا الإطار أن كل «المستجدات والمقترحات سيتم بسطها خلال جموع عامة ستنظم في القريب العاجل بغية التوصل إلى حل يمكّن من استئناف السيرورة العادية للسنة الجامعية وإنقاذ ما تبقى منها».
وفي سياق ذي صلة، أكد مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان المنعقد يوم الأربعاء الأخير، « أن الشؤون البيداغوجية (مدة التكوين، طريقة التقييم، جودة العملية التكوينية …) شأن خاص بالأساتذة الباحثين بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان ولن يقبلوا أي مساومة في هذا الشأن لأنها السبيل الوحيد لضمان انخراط الأساتذة في أي إصلاح للمنظومة»، مضيفا في بلاغ له أن «استمرار المقاطعة إلى هذه الفترة من السنة الجامعية يهدد السنة الحالية والسنوات القادمة على حد سواء على اعتبار مدة الهدر للزمن الجامعي وهو ما يتنافى مع ضرورة الحفاظ على جودة التكوين»، مشددا على ضرورة «أن يتحمل كل الفاعلين دون استثناء المسؤولية التاريخية في الانعكاسات السلبية لهذه الوضعية».
ودعا مجلس التنسيق القطاعي هو الآخر، عموم الطلبة إلى» إيقاف مسلسل المقاطعة والانخراط في دورة الامتحانات من أجل إنقاذ السنة الجامعية في هذا الوقت شديد الحساسية (آخر السنة الجامعية)»، مؤكدا «تعهد الأساتذة بالوقوف والتجند من أجل الحفاظ على جودة التكوين ومواكبة مسلسل الإصلاح عن قرب، وكذا العمل على مراجعة الإجراءات الموازية لإعادة الهدوء إلى الساحة الجامعية».


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 01/06/2024