طلبة المحمدية بين مطرقة الإيواء وسندان النقل

تعيش المدينة الجامعية المحمدية منذ سنوات على وقع معاناة يومية لطلبتها، الذين يتوافدون عليها من مختلف مناطق المملكة، نظرا لما تضمه من مؤسسات جامعية ذات استقطاب مفتوح ومحدود، على غرار كلية الحقوق والاقتصاد، كلية العلوم والتقنيات، كلية الآداب والعلوم الإنسانية والمدرسة العليا لأساتذة التعليم التقني.
ورغم أهمية هذا الزخم العلمي والتكويني، إلا أن الطلبة يواجهون صعوبات جمة في ضمان الاستقرار المادي والنفسي والاجتماعي، خصوصًا في ظل غياب حلول فعالة لمشكلتي الإيواء والنقل.

الإيواء: أزمة تتفاقم رغم المبادرات

افتتاح إقامة جامعية خاصة بالمحمدية، بتمويل إماراتي، شكّل بارقة أمل للعديد من الطلبة، إلا أن محدودية طاقتها الاستيعابية جعلت الاستفادة منها مقتصرة على فئة قليلة فقط. وفي ظل تأخر استكمال مشروع الحي الجامعي العمومي، بات الكراء في المحمدية عبئًا ثقيلاً، خاصة مع ارتفاع السومة الكرائية بسبب كونها مدينة سياحية، ما يدفع بالعديد من الطلبة إلى مغادرة مساكنهم مع كل موسم صيفي، ويعودون للبحث مجددا عن بدائل محدودة وأحيانا غير ملائمة.

النقل: انتظار طويل… وتحسن مؤجل

أما في ما يخص النقل، فلا تقل المعاناة حدة. فعلى الرغم من أن الطلبة استبشروا خيرا بإعلان قرب افتتاح محطة القطار «محطة الكليات»، إلا أن الإنجاز لا زال في طور الانتظار، ما يجعلهم يتنقلون بصعوبة بالغة، وبتكاليف مرتفعة، خاصة بالنسبة للطلبة القاطنين في الضواحي والمناطق المجاورة.

مطالب مشروعة وأفق للإصلاح

يطالب الطلبة والفاعلون التربويون بضرورة التسريع باستكمال مشروع الحي الجامعي العمومي، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للإقامة الجامعية الخاصة، مع تبسيط المساطر الإدارية للحصول على المنحة أو السكن، بالإضافة إلى تعزيز وسائل النقل العمومي نحو الكليات.

نحو دعم حقيقي للاستقرار الأكاديمي

إن دعم الطلبة في مدينة المحمدية لا يجب أن يبقى شعارا فقط، بل هو ضرورة ملحّة لضمان استمرارية التحصيل العلمي وخلق مناخ ملائم لإنتاج نخبة قادرة على المساهمة في التنمية المحلية والوطنية.


الكاتب : الحسين غوات

  

بتاريخ : 22/04/2025