أكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة أن المصاريف المادية تعتبر من أبرز التحديات التي يواجهها الطلبة كل يوم، من أجل الإجابة عن احتياجاتهم المعيشية من جهة ولتوفير مستلزمات تكوينهم من جهة ثانية، كما هو الحال بالنسبة للسماعات الطبية ولأدوات طب الأسنان جد المكلّفة وكذا مصاريف طباعة الدروس وغيرها، مشددة على أنه يستحيل للطالب تحمل عبئها لوحده في غياب دعم مخصص في السلك الأول أو من خلال التعويضات غير الكافية في ظل الظروف الاجتماعية الحالية، فضلا عن إشكال تأخر واعتباطية صرفها، وفقا لما أكده عدد من الطلبة في تصريحاتهم للجريدة.
وأبرزت اللجنة في بلاغ لها أن 60 في المئة من المنتسبين للفئة التي تمثلها يعتمدون على التعويضات عن المهام التي تسلم لهم لتغطية نفقاتهم اليومية رغم هزالتها، في غياب أي خطوة عملية من الحكومة لتصحيح هذه الوضعية وردّ الاعتبار لأطباء وصيادلة المستقبل الذين يتخبطون وسط دوامة من الإكراهات المادية التي تخلق عدة عراقيل أمام تكوينهم، بالرغم من التوقيع على محضر اتفاق بين اللجنة والوزارتين الوصيتين في 28 غشت 2019 الذي لم يتم تفعيل مضامينه وتم التخلي عن كل الالتزامات التي تضمنها.
ونبّهت اللجنة إلى أن الوضعية الحالية التي يعيشها التكوين الطبي والصيدلي تعتبر جد حرجة، ووصفت حالة التكوين التطبيقي بالكارثية في ظل الاكتظاظ الكبير وقلّة أراضي التداريب الاستشفائية، مشددة على أن الظروف المادية والاجتماعية لأطباء وصيادلة وأطباء أسنان المستقبل تعتبر جد مزرية، داعية إلى تنزيل إرادة سياسية حقيقية للنهوض بكل ما له صلة بالتكوين في أقرب الآجال، وإلى التعجيل بافتتاح المستشفيين الجامعيين بكل من طنجة وأكادير لما لذلك من تأثير مباشر على جودة التكوين الطبي.
وكانت اللجنة قد أجرت استطلاعا وطنيا في صفوف طلبة كليات الطب والصيدلة حول الدراسات الطبية والصيدلية بالمغرب، خلال الفترة ما بين 9 و 16 أبريل، شارك فيه أكثر من 5300 طالب وطالبة، أجمعوا من خلال أجوبتهم على الإكراهات التي يعيشونها على مستوى التكوين وعلى الظروف الصعبة التي ترافق ذلك، إن ارتباطا بالمنحة أو بالتعويضات، التي لا تمكّنهم من تحقيق الغاية المنشودة خلال مسيرتهم الأكاديمية والعلمية على أكمل وجه، مطالبين بتصحيح هذه الوضعية وتوفير المناخ السليم للتكوين ماديا ومعنويا.