طوفان الذاكرة

وأخذتنا الأيام
نحو محمية الأطياف
نأكل وجبة طعام مر
أعدته عجوز شمطاء
جاءتنا صدفة
أعادت لحواسنا المعطوبة
نبض حلم ممكن
غنى للحسناء
«في القلب غصن زيتون
يحمي العش الدافئ»
وشِفاهاً ودعت وجه حبيبٍ
أهدى روضة العشيرة اسما
يحضن ذكرى
من عبروا درب اليقين
واستعجلوا الرحيل دون أسى
يملأ الجماجم بمواعيد النواح
حين هجمت الظلمة
على بوم الخراب
هي أرضي
قالت لغربان القتل
لا مقابر تقبل فوضى الجلاد
فوق جرحي
لا أسلاك شائكة تمنع عشقي
من نظرات تهفو لعاشقة
أخفت مفتاح القلب
عن عسس وجهوا البنادق
لذاكرة تفضح
عُهْر البلاغات
وإن سقطت أوراق ماتت
على حافة الشهادة
احملوها برفق
قبلوها وقولوا:
«قريبا نلتقي هناك
نستدفئ بأصل الحكاية»
وحدها تدل علينا
ترثي صوتا يعنينا
تحصي أنفاسا
تشدو لحنين الأبد
هنا أخفت سيف الهزيمة
في قبر مجهول
بمقبرة الشاطئ المنبوذ
ورأس المعنى العنيد
يعيد لليمونة الشائخة
أسماءها الممكنة
في غابة تسلطنت فيها
ذئاب وليمة
أسمعها تدين ضحية
عبرت الطريق
محملة بآلام من هددهم
وحش الأمم المتحدة
بالثأر من جذور زيتونة
لم تمت مختنقة
بأحقاد المرتزقة


الكاتب : حسن برما

  

بتاريخ : 10/10/2025