شعور اللاأمان يجتاح نفوس البيضاويين بسببها
عادت ظاهرة النشل بواسطة الدراجات النارية لتؤثث يوميات البيضاويين وأحاديثهم، وأصبح لا يمر يوم دون أن تسجل شوارع المدينة وأزقتها عمليات سرقة يتعرض لها المواطنون في واضحة النهار من قبل «جانحين» همهم الاستيلاء على هواتفهم ونقودهم مستعملين في ذلك أسلحة بيضاء تثير الرعب في أنفس الضحايا.
ظاهرة استفحلت هذه الأيام، بشكل كبير، في مناطق كثيرة من الدار البيضاء فمن الحي المحمدي، درب السلطان، سباتة، حي مولاي رشيد، حي التشارك أو أناسي إلى بيلفيدير، حي البرجة، لافيليت، شارع بن تاشفين وغيرها من أحياء وشوارع هذه المدينة المترامية الأطراف، يضرب اللصوص ضربتهم ويتوارون هاربين فوق دراجات نارية لا صوت لها في استهتار تام بالقانون ودون خوف من العقاب وأمام أنظار المارة المحجمين عن التدخل لإنقاذ الضحية خوفا من بطش اللصوص وانتقامهم.
ضحايا من الرجال أو النساء وخصوصا الفتيات المتوجهات إلى عملهن صباحا في جنح الظلام بسبب الساعة الإضافية التي تضطرهم للخروج من مساكنهم قبل شروق الشمس يتربص بهم هؤلاء ويسلبون منهم ما يحملون سواء حقيبة أو هاتف نقال أو مال تحت التهديد بالسلاح أو الخطف على حين غرة دون خوف أو وجل، ويتركونهم وراءهم مواطنين مرعوبين نفسيا ومصدومين، وفي كثير من الأحيان يعرضونهم للجرح والضرب بواسطة الأسلحة البيضاء ( سكاكين وجناوا و شفرات حادة… )، التي يحملها اللصوص لترهيب الناس مستعملين دراجات نارية أغلبها مسروق وبدون أوراق ثبوتية تسهيلا لهروبهم من مسرح الجريمة .
شعور عدم الأمان أصبح يخيم على البيضاويات والبيضاويين وأصبح هاجس التعرض للقاء غير مرغوب فيه مع اللصوص الموزعين في كل مكان يرخي بظلاله القاتمة على يومياتهم، كنموذج لضحايا هؤلاء المجرمين الذين لا يفرقون بين أحد بل حتى الأمهات اللواتي يرافقن أبناءهن بعد الفجر بقليل إلى المدارس لم يسلمن منهم، نورد حالة (س.ق) التي تعرضت للسرقة بالقرب من مقر سكناها حين كانت تتسوق حيث تفاجأت وهي وسط الزحام بسائق دراجة نارية يمر بجانبها بهدوء تام ويقطع حزام حقيبتها بتقنية عالية وبخفة يد نموذجية حتى أنها لم تشعر به إلا بعد أن مر من أمامها حاملا حقيبتها بشكل عادي ودون أن يسرع الخطى وكأنه يقوم بعمل روتيني، أو أن الحقيبة من ممتلكاته الخاصة ومن حقه الاستيلاء عليها، أمام ذهولها وعدم تصديقها لما وقع، المشكل تقول الضحية، إن تبعات عملية السطو تتجاوز حدود شعور اللاأمان والصدمة إلى التفكير في الإجراءات الطويلة والمضنية التي عليها أن تتبعها جراء ضياع كل أوراقها الشخصية والثبوتية كما أن محتويات هواتفها المهنية والشخصية ضاعت إلى غير رجعة…
اللصوص أصبحوا لا يتوانون عن سرقة حتى قفف النساء في الأسواق بعد ملئها ببعض الخضر، موغلين في تأزيم المعيش اليومي للمواطنين الذين احترقوا بغلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة، وكذا الحالة الاقتصادية المتردية التي تعاني منها فئات عريضة من المواطنين، لتنضاف إلى هواجسهم اليومية مشكلة الوقوع بين أيدي لصوص ونشالين يتربصون بهم في كل مكان .
مشكل يتطلب تدخلا للمصالح الأمنية التي رغم العمل الذي تقوم به يوميا والدوريات الأمنية المنتشرة في الشوارع والحملات التمشيطية التي تقوم بها بين الفينة والأخرى إلا أن حلولا مستعجلة لا بد منها لمواجهة استفحال هذه الظاهرة والقضاء عليها لإعادة شعور الأمان إلى نفوس البيضاويين، خاصة بالأسواق والقيساريات والشوارع المزدحمة والمحطات الطرقية، خصوصا أن رمضان على الأبواب وهو شهر تكثر فيه هذه الحوادث وتتكاثر السرقات ويعاني فيه المواطنون،بشكل كبير، من سطو اللصوص وبطشهم نفس معاناتهم من غلاء الأسعاروارتفاع أثمنة المواد الغذائية…