«ظلال الروح» نصوص قصيرة عن الحياة

أخيرا يصدر الشاعر جمال برشيد باكورته الأولى تحت عنوان « ظلال الروح» وذلك عن دار بصمة للنشر والتوزيع . أنجز الغلاف والتصميم الفني للكتاب بحرفية عالية وإبداع الأستاذ توفيق لبيض.
اختار الشاعر جمال برشيد في كتابه الأول هذا أن يترجم أحاسيسه ويدونها في شكل نصوص قصيرة، وينسجها في لغة بسيطة، ومركزة. لم يعمد الشاعر، وهو متعدد القراءات إلى الغموض وإلى الصور التي قد تضيع المعنى وتزيح من طريقها القارئ المرتقب. استعمل الشاعر لغة شفافة، ومفردات انتقاها من الدين، والفلسفة والأدب وغيرها من حقول المعرفة التي ينهل منها بشكل مستمر. لا بد أن أشير في هذا الإطار أن الشاعر جمال برشيد قارئ جيد. وهذه ميزة لا ريب ستؤدي إلى تخصيب تجربته الشعرية.

لخص الشاعر في هذا الديوان بعض معالم تجربته في الحياة التي استخلص منها الدروس والعبر، فسارع إلى تقاسمها مع القارئ. بل إنه صاغها في شكل حكم كما فعل نيتشه مثلا في
« هكذا تكلم زرادشت». يقول مثلا:
كل ما يضحك قليله، فكثيره بكاء
وضجر.
وكل ما يغويك في الحلم فهو شقاء
هذا ليس هراء يا صديقي
ولا رقصا على غباء أو مشنقة
إنما هو خداع فطنة
لا ينطق بها لسان سفيه
في عالم حتما سيفنى.
رغم نبرة الحزن التي تشمل بعض نصوصه، إلا أن الشاعر يتمسك بالأمل، والفرح، ويدعو القارئ إلى حب الحياة بكل تفاصيلها. يقول:
اقرأ باعتذار
واكتب بفخر
لا تؤجل متعة الحياة
واجعل حاضرك مجدا
استيقظ على أسئلة طفل بريء
وتأمل قول عالم صنديد
احذر لسعة القدر
واستخلص الدروس و العبر
لاتبال بمن رسم الحدود
وابحث دائما عن الكنوز المفقودة.
مرحبا بجمال برشيد في عالم الشعر، ومرحبا بكتابه الأول « ظلال الروح» الذي قد يجد فيه القارئ بعض المتعة المنشودة وبعض الاختلاف المطلوب.


الكاتب : مراد الخطيبي

  

بتاريخ : 14/11/2024