عانت مناطقها من توالي الجفاف منذ 2014 .. تساقطات مطرية تحسن نسبة ملء السدود و تبعد شبح العطش بسوس ماسة

 

استبشرت ساكنة جهة سوس ماسة عامة، خيرا، من تهاطل الأمطار خلال الأيام الأربعة الأخيرة من الأسبوع المنصرم، والتي أنقذت عدة مناطق من شبح العطش، في ظل توالي سنوات الجفاف وشح التساقطات المطرية منذ 2014.
هذا ورغم قلتها بالمقارنة مع أقاليم وجهات أخرى، فإن التساقطات المطرية الأخيرة سقت الأرض والنبات وأنعشت الفرشة المائية، وبعثت الآمال في نفوس سكان المناطق المتضررة من قلة الماء، حتى كادت أن تعد جهة سوس ماسة من المناطق المنكوبة بسبب تراجع حقينة سدودها الثمانية خلال الشهرين الأخيرين.
وبفضل هذه التساقطات المطرية، انتعشت السدود الثمانية المورد الأساسي للماء الشروب ومياه السقي الفلاحي بأقأليم الجهة، كما هو حال سد يوسف ابن تاشفين باشتوكة أيت باها (المغذي للمنطقة المنتجة للبواكر والخضر الأولى بالمغرب)، وسد أولوز وسد المختارالسوسي بتارودانت (المورد الأساسي للسقي الفلاحي بمنطقة سبت الكردان،ومياه الشرب لإقليم تارودانت ومدينة أكَادير(مؤخرا)، وسد مولاي عبد الله بجماعة إيمسوان (المورد الأساسي من مياه الشرب لعمالة أكَادير إداوتنان)، كما انتعشت باقي السدود الأخرى بالجهة حيث سجلت نسبة ملء مهمة عقب تساقطات الأيام الأربعة الأخيرة من 27 إلى 30 نونبر2020.
واستنادا إلى بلاغ للمديرية الجهوية للحوض المائي لجهة سوس ماسة الصادر بتاريخ 30 نونبر2020، فقد «عرفت سدود جهة سوس ماسة نسبا جديدة لحالة ملء حقيناتها بنسب متفاوتة، بحيث بلغت نسبة الملء إجمالا 12.8 في المائة ووصل المخزون الحالي للسدود الثمانية 93.548 ملم مكعب في الوقت الذي يبلغ فيه حجمها الإجمالي 730.604 ملم مكعب».
هذا و«سجل سد الدخيلة بجماعة إسن بأولاد تايمة بإقليم تارودانت نسبة ملء مهمة بلغت 110.5 في المئة ،متبوعا بسد إمي الخنك بجماعة إدا وكيلال بدائرة أولاد برحيل بإقليم تارودانت بنسبة 54 في المائة،ثم سد أهل سوس بجماعة أيت مزال بإقليم اشتوكة أيت باها ب52 في المائة، وسد أولوز بتارودانت ب20.2 في المائة ، وسد مولاي عبد الله بجماعة إيمسوان بعمالة أكاديرإداوتنان بـ 18.9 في المائة، وسد يوسف بن تاشفين بجماعة رسموكة بإقليم تيزنيت ب14 في المائة، وأخيرا سد عبد المومن بجماعة بيكودين بإقليم تارودانت بنسبة بلغت 2.8 في المائة».
هذا وكانت أزمة الماء وتراجع حقينة السدود قد ألقت بظلالها على دورة مجلس جهة سوس ماسة الأخيرة ،حيث طالبت المعارضة ب»بناء السدود التلية وتخصيص جزء كبير من الميزانية لتمكين الساكنة بالمدن والقرى من هذه المادة الحيوية»،وسجلت تدخلات أطياف المعارضة ما تعرفه أقاليم وعمالات الجهة من» ندرة حادة في الماء الشروب ومياه السقي الفلاحي،مما ضاعف من الأزمة»، وفي هذا الشأن ألحت المعارضة الإتحادية داخل مجلس الجهة،على «ضرورة بناء سدود تلية إضافية وتقليص نفقات التسيير،وتخصيص حصة كبيرة من الميزانية من أجل توفير الماء الشروب لساكنة بعض المناطق المتضررة من الجفاف وندرة المياه»،مستدلة في ذلك بـ «الأرقام المقلقة» التي قدمتها المديرية الجهوية للحوض المائي بجهة سوس ماسة، عن العجز المائي المسجل بالسدود الثمانية».
وللتذكير فقد سبق للمديرية الجهوية للحوض المائي أن دقت ناقوس الخطر، ودعت خلال ندوة صحفية نظمتها يوم 28شتنبر 2020 «إلى ترشيد استعمال الماء الشروب والاقتصاد في استهلاكه»، بعد أن استعرض مديرها حالة الموارد المائية بثمانية سدود، ووصفها بـ «الوضعية الحرجة والكارثية بسبب الجفاف وقلة التساقطات المطرية وشحها ببعض مناطق الجهة، مع ما كان لذلك من أثر سلبي على الفرشة المائية وعلى مخزون السدود بسبب توالي سنوات الجفاف منذ 2014».
وكان من تداعيات هذه الوضعية قرارات اتخذتها المديرية الجهوية للحوض المائي من بينها: «وقف تزويد الدائرة السقوية لإسن انطلاقا من سد عبد المومن منذ يوليوز 2017؛ وقف تزويد الدائرة السقوية لماسة واشتوكة انطلاقا من سد يوسف بن تاشفين منذ أكتوبر 2019؛ تقليص حصة أحواض الكَردان وأولوز وأوزيوة من مياه السقي انطلاقا من المركب المائي لأولوز والمختار السوسي منذ شهر مارس 2020، وإلزام العديد من الوحدات السياحية والفندقية بمدينة أكَادير باستعمال المياه المستعملة المعالجة لسقي المساحات الخضراء؛ مما يوفر على الأقل اقتصاد ما يفوق 10 % من الماء الشروب لفائدة ساكنة أكَادير الكبير».


الكاتب : عبداللطيف الكامل

  

بتاريخ : 02/12/2020