عبد الإله السايسي، رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»

جودة العلاجات المقدمة للمصابين بكوفيد 19 رهينة بسلامة مهنيي الصحة الجسدية والنفسية

 

أكد عبد الإله السايسي أن الوضعية الوبائية الحالية هي جد مقلقة، منبها إلى أن مصالح الإنعاش والعناية المركزة تستقبل الشباب المصابين بفيروس كوفيد 19 ومتحوراته أكثر من غيرهم، مشددا على أن أغلب الحالات هي حرجة وتتطلب تدخلات وعناية فائقة ومركزة وإلى بذل مجهودات كبيرة، خلافا لباقي الأعمار أو الفئات الملقحة التي تعاني في حال إصابتها بالعدوى من أعراض متوسطة ومتحكم فيها.
وشدد رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش في تصريح خص به “الاتحاد الاشتراكي”، على أن العديد من المصابين أقروا بكونهم تعاملوا مع الوضع الوبائي الذي تعرفه بلادنا والعالم بأسره، بنوع من الإهمال والتهاون وعدم الالتزام بشروط الوقاية والتدابير الاحترازية، مؤكدا أن هناك من كانوا ينفون وجود الوباء أصلا، وغيرهم كانوا يشككون في فعالية التلقيح. وأبرز الفاعل الصحي والمدني في تصريحه بأن التأخير في الكشف عن المرض، يفاقم من حدة الوضع الصحي للمصاب، لافتا الإنتباه إلى أن عددا من المرضى أصيبوا بالصدمة وهم يعلمون بتشخيص المرض ومستويات انتشار الفيروس بعد الخضوع للكشف بجهاز السكانير، مبرزا أن هذه الفئة تصل في وضعية مرضية متقدمة وتعاني من إصابة عميقة في الجهاز التنفسي ومن مضاعفات خطيرة حيوية، مما يعقد من عملية العلاج.
وحذر السايسي من حالة التراخي التي ساهمت بشكل كبير في هذه الوضعية التي تعرف تصاعدا في أرقام الإصابات والوفيات على حد سواء، مرجعا الأمر كذلك إلى عدد من الأحداث والمناسبات التي عرفناها قبل أيام، بالإضافة إلى ما وصفه ب “الحركية الهائجة” بسبب كثرة التنقلات، وتخليد مجموعة من الاحتفالات، منبها إلى أن الكثير من المرضى اليوم يصنفون الأعراض التي يحسون بها في خانة أمراض الزكام العابرة، ويستهينون بالأمر ويتجولون دون قيود، فيتقاسمون المرض مع غيرهم في وسائل النقل والفضاءات العمومية المختلفة وغيرها، دون ارتداء الكمامات التي بات من يضعها كالشخص الغريب، وبعيدا عن كل التدابير الاحترازية الموصى بها.
وأوضح رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش أن هذه الوضعية الوبائية تعد خطرا على مهنيي الصحة، الذين بعد عمل متواصل وجهد مضن منذ 20 مارس من السنة الفارطة في مواجه مفتوحة مع الجائحة، بدون راحة أو عطلة أو تحفيز، يجدون أنفسهم اليوم مرة أخرى في قلب المعركة ضد الفيروس ومتحوراته، ووسط ضغط رهيب، مما ينذر بمرحلة الاحتراق المهني أو الوظيفي، الذي يعتبر نوعا خاصا من الضغط العصبي المرتبط بالعمل وحالة من الإجهاد البدني أو النفسي تتضمن أيضا إحساسا بتراجع الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية، مما يؤثر دون شك على جودة العلاجات. وأبرز السايسي أنه رغم كل الجهود التي بذلتها منظمة الصحة العالمية للتنبيه إلى خطورة هذا الوضع والتشديد على أن سلامة العاملين الصحيين هي أولوية من أجل سلامة المرضى، فإنه لم يتم احداث وحدات لدعم الشغيلة الصحية، مؤكدا أن ما يعمق الجراح هو الخصاص الحاد الشديد والإصابات، وما يزيد الطين بلة الارتفاع الخطير في معدلات انتشار الوباء.
ولمواجهة هذه الوضعية ومحاولة الخروج منها بأقل الخسائر، دعا السايسي إلى إعادة الثقة للموارد البشرية وتحفيزها فعلا، والعمل على تحديد مسارات خاصة بكوفيد أو مراكز محددة توجه من خلال قاعدة المنصة الرقمية ‘ألو كوفيد” عوض الاختلاط القاتل، إلى جانب إحداث مراكز للكشف السريع والتكفل بالحالات البسيطة قبل المضاعفات، وتفعيل الشراكة العملية مع القطاع الخاص، ودعم الموارد البشرية وإدماج المعطلين وغيرهم من الأطر، والعمل بالمستشفيات الميدانية في المناطق الأكثر تضررا من الوباء.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 03/08/2021

أخبار مرتبطة

    عدد الموقوفين على إثر أحداث الخميس بلغ 28 معتقلا   حالة من السخط في أوساط المحيط الجامعي والرأي

أزمة طلبة الطب في المغرب تعد تجسيدًا واضحًا للتوترات المتزايدة بين الدولة وفئة مهمة من الشباب المتعلم المقبل على سوق

أصدر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تقريره السنوي الأول خلال ولايته الثانية، عن حصيلة وآفاق عمله لسنة 2023، كمؤسسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *