n بداية، ما هو التصور العام للوزارة بخصوص فئة الشباب في المغرب، خاصة في ظل التحديات التنموية الراهنة؟
pp الشباب المغربي يشكل اليوم محورًا استراتيجيًا في السياسات العمومية الوطنية، وهو في صلب النموذج التنموي الجديد الذي دعا إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. فالوزارة لا تنظر إلى الشباب كمجرد فئة مستهدفة بالبرامج، بل كقوة اقتراحية وشريك فاعل في صياغة وتنزيل المشاريع المجالية، خاصة في ظل التحولات المجتمعية والرهانات الاقتصادية الراهنة.
n ماذا تحقق على مستوى تأهيل البنيات التحتية، وخاصة دور الشباب في مختلف جهات المملكة؟
pp تعمل الوزارة وفق توجيهات السيد الوزير وبانخراط كل المديريات المركزية والجهوية والاقليمية تحت اشراف السيد الكاتب العام على تنزيل استراتيجية متعددة الجوانب من أجل تأهيل وتجويد خدمات مؤسسات الشباب بشكل عام و عندما ننظر الى ورش التاهيل فيجب استحضار كل المحاور المرتبكة بتطوير اداء مؤسسات الشباب انطلاقا من سد الفراغ التشريعي باصدار مرسوم تنظيم مؤسسات الشباب ومايليه من مقررات تنظيمية خاصة النظام الداخلي لدور الشباب الذي سينشر قريبا بالجريدة الرسمية ، من بين اهم المحاور هو ورش تأهيل البنية التحتية وتجهيزالمرافق حيث استفادت أكثر من 350 من مؤسسات الشباب في الوسطين الحضري والقروي، ضمن رؤية جديدة تجعل من هذه الفضاءات مراكز متعددة الوظائف. تم تزويدها بتجهيزات حديثة في مجالات الإعلاميات، الصوتيات، المسرح والرياضة، وربط عدد منها بشبكة الإنترنت عالي الصبيب، حتى تصبح فضاءات للإبداع، التكوين الذاتي،كما تم تجهيز أكثر من 130 مؤسسة بالالعاب الالكترونية في إطار الشراكة مع الجامعة الملكية للالعاب الالكترونية .
n وماذا عن البرامج الموجهة مباشرة إلى الشباب من حيث التكوين والتأطير؟
pp تراهن الوزارة على تحسين جودة التنشيط والتأطير بمؤسسات الشباب من خلال تقوية قدرات الأطر الادارية والجمعوية المشرفة على البرامج المقدمة لفائدة مرتفقي المؤسسات ويُعتبر التكوين عنصراً محورياً في تنمية خدمات مؤسسات الشباب، حيث يُساهم في:
رفع كفاءة الأطر العاملة داخل المؤسسات عبر برامج مستمرة في مجالات التنشيط الثقافي، الإداري، والتقني.
تحسين جودة الخدمات المقدمة للشباب من خلال تكوين مؤطري الورشات الفنية والمهنية.
مواكبة التحولات الرقمية بإعداد برامج تكوينية في الإعلاميات والتواصل الرقمي لفائدة الأطر والشباب.
تنويع العروض التنشيطية عبر إدماج مجالات جديدة كريادة الأعمال، الابتكار، الاقتصاد التضامني.
تعزيز الشراكات مع معاهد ومراكز التكوين الوطنية والدولية لتبادل الخبرات وتطوير الأداء.
وفي هذا السياق تم اطلاق فعاليات» تدريب اساس» كأول تدريب موجه لاطر الجمعيات والاندية النشيطة بمؤسسات الشباب وهو برنامج تكويني يشتمل على المحاور التالية : اختصاصات ومهام قطاع الشباب،
والإطار التشريعي والتنظيمي لقطاع الشباب وطبيعة عمل مؤسسات الشباب المهارات الحياتية والتواصلية
المقاربات الحقوقية والآليات الحمائية للطفولة والشباب داخل مؤسسات الشباب وتقنيات التنشيط السوسيوثقافي والتربوي.
كما ستعمل الوزراة على احداث مراكز لتكوين القرب بمؤسسات الشباب ايمانا من الوزارة بإن التكوين آلية لضمان نجاعة تدخلات مؤسسات الشباب وقدرتها على الاستجابة لانتظارات الفئات المستفيدة.
n «جواز الشباب» شكل نقلة رقمية في الخدمات المقدمة لهذه الفئة… ما تقييمكم له؟
pp «جواز الشباب» هو خدمة موجهة للشباب في إطار توسيع العرض التنشيطي بمؤسسات الشباب عبر تطبيق وطني رقمي مجاني، يستهدف الشباب المتراوحة أعمارهم بين 16 و30 سنة. يمكّنهم من الاستفادة من عروض وتخفيضات في مجالات النقل، الإيواء، الترفيه، الكتب، العروض الثقافية، وحتى السكن، بفضل شراكات استراتيجية مع مؤسسات عمومية وخاصة كـONCF، العمران، والخطوط الملكية المغربية. وقد بلغ عدد المسجلين في المنصة أكثر من 250 ألف شاب وشابة بالمرحلة التجريبية على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة . نال المشروع جائزة «ريادة» الرقمية خلال معرض «GITEX Africa Morocco»، وهو ما يؤكد ريادة المغرب في الخدمات الرقمية الموجهة للشباب.
n إلى أي مدى تساهم الوزارة في تعزيز المشاركة المواطنة للشباب المغربي؟
pp هذا من صميم أولوياتنا. نظمنا لقاءات جهوية شبابية، استهدفت تعزيز قدرات الشباب على التعبير والمشاركة في الشأن العام، كما أطلقنا برنامج «اللقاءات الجهوية التشاورية»، إضافة إلى دعم الجمعيات الشبابية وتمكينها من آليات التكوين والترافع. نعمل أيضًا على مواكبة الشباب للانخراط في الهيئات المنتخبة، والمجالس المحلية، وتعزيز التشاور العمومي.
n أين وصل مشروع تنشيط مؤسسات الشباب بالشراكة مع المجتمع المدني، أو ما يمكن، تجاوزًا، تسميته بـ»التدبير المدني المفوض»؟ وهل فعلاً يُعوّل عليه لإنعاش المؤسسات المغلقة والتحول نحو جيل جديد من دور الشباب القادرة على التمويل الذاتي وخلق فرص الشغل؟
pp فعلاً، خيار الشراكة مع المجتمع المدني المهتم بالطفولة والشباب يُعتبر رهانًا استراتيجيًا في مقاربة الوزارة الجديدة، وهو يتماشى مع مقتضيات دستور 2011، الذي يُشجع على الديمقراطية التشاركية، وكذلك مع خلاصات الاستراتيجية الوزارية الجديدة في التكوين وتأهيل البنيات التحتية وتحديثها وفق معايير معمارية راقية متعددة الفضاءات والمناشط، نحن نشتغل على إرساء شراكات مؤطرة تعاقديًا مع جمعيات ذات كفاءة في التسيير والتأطير والتنشيط وهو ما تم تحقيقه عبر اطلاق العرض الوطني لتنشيط مؤسسات الشباب حيث تم توقيع أكثر من 7200 شراكة مع جمعيات نشيطة بمؤسسات الشباب على الصعيد الوطني و هنا تجدر الاشارة الى الدينامية المسجلة والتي تعكسها عدد طلبات تنظيم الانشطة عبر البوابة الالكترونية الخاصة بجمعيات مؤسسات الشباب jam3iya.ma التي تجاوزت 55000 طلب من فاتح يناير 2025 الى اليوم ، كل هذا يسمح بتحويل مؤسسات الشباب إلى فضاءات منتجة ومُبتكرة، تخلق فرص التكوين، والتأهيل وبالتالي الادماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب .