من زوار رواق مؤسسة وسيط المملكة في المعرض الدولي للنشر والكتاب، حل ضيف استثنائي ، متابعا بجديته المعهودة أشغال الندوة المنظمة بشراكة مع منتدى المواطنة، حول «الوساطة المؤسساتية بعيون المجتمع المدني»، بتأطير كل من الجامعية والحقوقية الأستاذة خديجة مروازي، والباحث والفاعل المدني الأستاذ عبدالعالي مستور، وتفاعل الأستاذة فاطمة كريش مستشارة الوسيط.
الضيف الاستثنائي لم يكن سوى أستاذ الأجيال الدكتور عبدالقادر باينة الذي يعد أحد مؤسسي الدرس الجامعي في تخصص القانون الإداري، حيث تابعت أجيال متعاقبة من طلبة كليات الحقوق لعقودٍ محاضراته الدقيقة حول القانون الإداري والمرافق العمومية وتسيير المؤسسات العمومية والقضاء الإداري، في الوقت نفسه الذي أغنى فيه الخزانة العلمية بأبحاثٍ رصينة حول الهيئات الاستشارية والوظيفة العمومية والاجتهاد القضائي في المادة الإدارية، كل ذلك في سياق مسيرة مهنية مطبوعة بالأداء المثالي والالتزام الوطني والنزاهة الأكاديمية.
طوال مساره الجامعي، واكب الأستاذ باينة بشغف علمي خاص ممزوج بحسٍ حقوقي متقدم، كل تحولات البناء الإداري للدولة المغربية الحديثة، مُسهماً بقسط وافرٍ في تطوير خطابٍ علمي حول الظاهرة الإدارية المغربية، وطبيعة العلاقة بين الإدارة والمواطن في السيرورة المجتمعية المعقدة للتحديث والقرب والدمقرطة.
ولعل هذا ما جعل منه نموذجاً مُلهماً للطلبة والباحثين وللعديد من أطر الإدارة المغربية، الذين طُبعوا بأثره العلمي والدراسي وأفقه الأخلاقي والإنساني.
هذا الحضور كان له بالغ الأثر لدى فريق الوسيط المُكلف بتدبير فضاء «وسيط المملكة» بمعرض الكتاب، الذي أبدى امتنانه ومحبته لضيف خاص. من طينة أستاذ الأجيال عبد القادر باينة.