عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وهو مؤسسة بحثية فكرية مستقلة، مختصة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية يقع مقرها بالدوحة، بقطر، صدر مؤلف جماعي تحت عنوان «عبد الكبير الخطيبي ورهانات تأسيس سوسيولوجيا مغربية مغايرة «. الكتاب من تنسيق الباحثين مراد الخطيبي، وعبد القادر سبيل، وبوشعيب الساوري، كما ساهم في الكتاب باحثون متميزون من المغرب والجزائر والعراق..
يفتتح الكتاب بمقال للكاتب عبد الكبير الخطيبي ترجمه الباحث مراد الخطيبي، يتحدّث فيه عن بدايات تواصله المباشر الأولى مع مجال علم الاجتماع ابتداء من الثانوي من خلال كتاب كوفيليي Cuvillier المدرسي إلى غاية عودته إلى المغرب، بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون بفرنسا.
يتضمن المؤلف كذلك مادة مهمة أغنى بها الباحث نور الدين الزاهي هذا المؤلف العلمي الجماعي، وتحمل عنوان «عبد الكبير الخطيبي متحدثا عن النقد المزدوج». ونص الخطيبي هذا، كما يؤكد الأستاذ الزاهي، عرض شفوي في الأصل، عثر عليه ضمن أرشيف الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة مسجلا، ثم تم تفريغه.
أما الأستاذ مصطفى محسن، فقد قارب في مقالته «احتفاء بـ «الفكر المُغاير»: عن درس الخطيبي ناقدا متمردا على الحدود.. عابرا لعوالم المعرفة والإبداع» أهم خصائص الدرس النقدي عند الخطيبي.وخصص الكاتب مصطفى خُلَالْ مقاله لموضوع: «إعادة تشكل الوعي عند الخطيبي»، وتحدث فيه عن غنى وتعدد مجالات اشتغال الخطيبي.
وتمحور مقال الباحث محمد معطسيم «في النقد السوسيولوجي بين عبد الكبير الخطيبي ومصطفى محسن» حول السمات الأساسية للسوسيولوجيا المغربية المتمثلة في جيل مؤسس ينتمي إليه الخطيبي، وباسكون، وجسوس، وغيرهم، والجيل الثاني المنتمي إليه كل من مصطفى محسن، وعبد الجليل حليم وعبد الصمد الديالمي وغيرهم.
أما الباحث نور الدين الزاهي، فقد خصص مقاله «ﻋن اﻹﺳـــم اﻟﻌرﺑـــﻲ اﻟﺟرﯾﺢ أو ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺟﻼﻟﺔ» لرصد إشكالية الولادة، ولادة الخطيبي، وجرح الاسم، وارتباطها بعيد ديني هو عيد الأضحى. وقد ركز الباحث في تناوله لموضوعه على كتاب الخطيبي الشهير الاسم العربي الجريح.
وفي مقاله الموسوم بـ «تفكيك التمايز السوسيولوجي بالكتابة: الذاكرة الموشومة أنموذجاً»، وقف الباحث العراقي حيدر الحاج عند أهم معالم مشروع الخطيبي الفكري والأدبي الذي يستمد بعض أسسه النقدية من فكر الاختلاف.وحاولت الباحثة الجزائرية وسيلة مجاهد في مقالها «الرواية الجزائرية الموشومة بنقد عبد الكبير الخطيبي: اللغة، اليومي، الباروك» البحث في موضوع اهتمام الخطيبي بالرواية المغاربية ومن ضمنها الرواية الجزائرية، خاصة من خلال دراسته العلمية «الرواية المغربيةLe Roman Maghrébin» التي نشرها سنة 1968.