صدر ضمن منشورات بيت الشعر في المغرب، كتاب جديد للشاعر والناقد عبد اللطيف الوراري، تحت عنوان: «الذات، الهوية، الكتابة: حواراتٌ في الشعر المغربي». وقد شملت الحوارات نحو ثلاثين شاعرًا وشاعرة، كلّ واحد منهم يُمثّل بشكل خاص قضيّته الرئيسية داخل الشّعر الذي يكتبه وشكل علاقته بالجيل الذي ينتمي إليه. من هؤلاء الشعراء من ينتمي إلى جيل الستينيات؛ مثل: محمد السرغيني، ومحمد الميموني، وعبد الكريم الطبال. ومنهم من يقع بين هذا الجيل والجيل الذي يليه؛ ومنهم: مليكة العاصمي، ومحمد الشيخي، وإدريس الملياني، ومحمد عنيبة الحمري، وإسماعيل زويريق، وعبد المجيد بنجلون. ومنهم من ينتمي إلى جيل السبعينيات؛ مثل: أحمد بنميمون، ومحمد علي الرباوي، وأحمد بلحاج آية وارهام، ومصطفى الشليح، وعبد الرحمن بوعلي، وعلال الحجام، وأحمد لمسيح، ورشيد المومني ونجيب خداري. ومن جيل الثمانينيات، نذكر: مبارك وساط، وصلاح بوسريف، ومحمد بودويك، وأمينة المريني، ومحمد عرش، وعبد السلام المساوي، ومحمد بوجبيري، وثريا ماجدولين، ونور الدين الزويتني وأحمد هاشم الريسوني.
وكتب الوراري في مقدمة الكتاب: «من حوارٍ إلى آخر، قصدنا أن نتوجّه بأسئلة مشتركة ترتبط بالجيل الشعري الذي ينتمي إليه هذا الشاعر أو تلك الشاعرة؛ الجيل باعتباره سيرورة ممتدّة لا إطارَا مغلقًا، كما نتغيّا الكشف عن أقانيم كلّ كتابة شعريّة تنوجد داخل هذا الجيل، ومفاهيمها الخاصّة، وطقوسها، والجدوى منها، وفرضية علاقتها بالسيرة الذاتيّة شعرًا، ورؤيتها إلى راهن الشعر وبيئته الثقافية والإنسانية. ومن ناحية أخرى، ثمة أسئلة كانت معنيّةً ببحث خواص التجربة وإمكانات تطوُّرها في الزمن بالنظر إلى أجروميات الشكل الشعري لغة وإيقاعًا ورؤيةً؛ وتحديدًا، داخل جدل الأشكال الشعرية الأكثر حضورًا على ميدان الصراع الجمالي. بيد أن المقصديّة الكبرى التي حرّكتْ حوارات الكتاب ودعت إليها هو بحث القضايا الرئيسية التي شغلت هذا الشعر وأثرت بشكل حاسم في تطوُّره وغناه وتبلور خصوصياته الفنية والجمالية، من خلال فاعليه الأساسيّين تبعًا لنشاطيّتهم وطبيعة تجاربهم الموقفية ورؤاهم الذاتية».
وكتب الشاعر محمد بودويك على غلاف الكتاب: «لعلّ عبد اللطيف الوراري أصاب كبد البحث والجمع والضم بتأليفه كتابًا جليلًا في مجاله، إضافيًّا وماتعًا في مضمونه ومحتواه؛ حيث أفرد متنه بالكامل، للشعر المغربي المعاصر منذ أن شبّ هذا الشعر عن الطوق المشرقي في عمومه، وأضحى وجهه المغربي وخصوصيته الثقافية ترتسم كأوضح ما يكون، أي منذ ستينيات القرن المنصرم – كما ألمحنا- وصولًا إلى العقد الثمانيني (…) لنقل إنّ الأوتوبيوغرافيا تنصهر مع مسار الكتابة والمكتوب، ما يعني لقاء وانصهار المسارين: مسار حياة الشاعر، ومجيئه إلى الشّعر تخصيصًا».
وأضاف: «إنّ هذا الكتاب نوعيٌّ في بابه، وضروريّ. فائدته بالغة تُشْبِعُ مَنْ به جَوْعَةٌ معرفية للشعرية المغربية المعاصرة كرافدٍ من روافد الشعر العربي، مكمل ومختلف. أقصد جوعة الرأي الثقافي الشعري المغربي، والعربي بالتلازم والاندغام».
وللإشارة، فإنّ الكتاب يندرج ضمن المشروع السيرذاتي الذي انخرطه فيه عبد اللطيف الوراري منذ سنوات، وهو يهمّ مجموع أمشاج السيرة الشعرية وأنواعها الكتابيّة من قصائد وسير ذاتية وثقافية ورسائل ويوميّات. وقد أثمر هذا المشروع إلى الآن تآليف عديدة مثل: «جعفر العلاق: حياة في القصيدة (دار كنعان، دمشق 2015)، «عبد الكريم الطبال ناسك الجبل: حوار في الحياة والشعر» (طنجة 2016)، «ضوء ودخان: شذرات من سيرة ذاتية» (منشورات سليكي أخوين، طنجة 2016)، «رسائل فدوى طوقان» (دار طباق، رام الله 2018)، «القاهرة من أبواب متفرّقة» (دار التوحيدي، الرباط 2019)،» ترجمة النفس: السيرة الذاتية عند العرب» (كتاب مجلة الدوحة، العدد 137 مارس 2019). «فدوى طوقان: رسائل حبّ إلى سامي حداد» (دار أزمنة، عمان 2020). «سِيَر الشعراء: من بحث المعنى إلى ابتكار الهوية «(دار فضاءات، عمان 2020).
عبد اللطيف الوراري يصدر حواراته في الشِّعر المغربي
بتاريخ : 14/01/2020