عبد الله الورياشي رئيس مجلس الممرضين بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان للإتحاد الإشتراكي

مستشفى سانية الرمل عالج ما يقارب 2000حالة منهم 600 حالة تم استشفاءها بمصحة الإنعاش الخاصة بمرضى كوفيد 19

 

– بصفتك رئيس مجلس الممرضين بتطوان كيف تقيم أداء هذه الفئة داخل المستشفى الإقليمي  سانية الرمل خاصة بعد ارتفاع وثيرة الإصابات بكوفيد 19؟

– إن الممرضين ومنذ الإعلان عن تسجيل أول حالة وهم يشتغلون ليل نهار بدون ملل للتصدي عن هاته الجائحة ،حيث هناك من تطوع منذ الوهلة الأولى للعمل بمصالح الكوفيد ولا يزالون لحد الساعة يشتغلون بنفس الحماس ونكران الذات  بل منهم  من كرس وقته كله للعمل بمصالح كوفيد بعيدا عن عائلته واضعين اهتماماتهم الشخصية جانبا .
ولهذا لا يسعنا الا ان نفتخر بما يقدمونه من خدمات جليلة  والتي تتم بتنسبق وتكامل تام مع باقي الفاعلين في المنظومة الصحية من أطباء وإداريين وغيرهم وللإشارة فأنه ولحدود الساعة فالمستشفى استقبل و عالج ما   يقارب  2000 مريض بفيروس كورونا  منهم 600 مريض تم استشفاؤهم بمصلحة   الإنعاش الخاصة بمرضى كوفيد 19 وهو ما يظهر حجم المجهودات التي تبذلها الاطر الصحية للتكفل بالمصابين بفيروس كوفيد19 يتم هذا بفضل االتلاحم والتعاون بين   الممرضين و الأطباء الذين يتحملون القسط الاكبر في مواجهة الجائحة.
كما ننوه بالمجهودات التي بذلتها القوات المسلحة الملكية في بداية الجائحة وايضا بعض الممرضبن من قطاع الصحة خاصة من مصحة الهلال المغربي.

-تصاعد معدل الإصابات في صفوف الأطر الصحية أدى إلى تزايد ضغط العمل وصعوبة تأدية المهام كيف يتم التعامل مع هذه الوضعية و هل هناك تدابير اتخذت للتقليل من خطورتها ؟

– عندما نتحدث عن ضغط العمل فانه حتى في الظروف العادية أي قبل جائحة كورونا كانت تعاني الأطر التمريضية من النقص المهول في الموارد البشرية بجل المصالح وهو مشكل بنيوي نتيجة لتراكم فشل السياسات الصحية للمتعاقبين على تسيير دواليب وزارة الصحة  أما في الظروف الحالية فإصابة اي فرد من الاطر الصحية يفاقم من حجم ضغط العمل على الاطر المتبقية الا أنه ولله الحمد رغم ذلك لم تتوقف المصالح الصحية بالمستشفى عن تقديم خدماتها للمواطنين كما أن التكفل بالمرضى استمر بنفس الوتيرة السابقة كما أن الأطر التمريضية التي تصاب وبمجرد تماثلها للشفاء تلتحق من جديد للعمل بمصالح كوفيد وعيا منها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها للحفاظ على صحة الجميع .
حقيقة أن  ارتفاع عدد الإصابات  يزيد من حدة تفاقم النقص المهول في الأطر التمريضية وايضا يزيد من ضغط العمل خصوصا في غياب تعويض الأطر التمريضية من طرف وزارة الصحة وغياب التحفيز المادي والمعنوي الا أنه يجب الاشارة أن بعض المبادرات عملت على التخفيف من وطئة نقص الموارد البشرية ونذكر هنا بالخصوص المجهودات الشخصية التي يبذلها  السيد المدير بصفته رئيسا لاحدى الجمعيات التي تعاقدت  مع 54ممرض وممرضة لتعويض الخصاص الحاصل حيث لا يسعنا الا ان ننوه بهاته المبادرة القيمة.
ومن باب المسؤولية أيضا  يجب الاعتراف بالمجهودات التي بذلتها ادارة المستشفى حيث تم  الرفع من احتياطي الأكسجين بزيادة صهريج ثاني  و عدد منابع  الأكسجين من 12 منبع الى 231 منبع للاكسجين كما تم  تجهيز مختبر المستشفى و ذلك بشراء 7 أجهزة للتحاليل  وايضا  تشيييد مختبر PCR  مما سهل من عملية اجراء التحاليل وسرعة اجراىها وظهور النتيجة كما تم شراء جهاز لتصفية كلي مرضى كوفيد بالإضافة الى تجهيز مصلحة المستعجلات وإصلاح المركب الجراحي وهي كلها اجراءات مكنت من تخفيف وطىة ضغط العمل وايضا ساهمت في تحسين التكفل بالمرضى.
كما أن هناك  مشاريع قريبة التحقق نذكر منها  افتتاح مركز تصفية الكلي جديد ( بوسافو تابع لمستشفى سانية الرمل) ايضا سبتم تزويد الميتشفى ب IRM,  radio panoramique, audeometrie.
كما قامت   الوزارة بارسال جهاز scanner جديد و جهزت انعاش Covid و كذلك جهزت مصلحة القلب.

-هناك من وجه وابل من الانتقادات للأطر الطبية و التمريضية  بمستشفى سانية الرمل ،بحكم أنها لم تعد تقدم الرعاية الصحية المطلوبة للمصابين  و أن الوضعية الحالية تتحمل فيها هذه الفئة جزء من المسؤولية كيف ترد على ذلك ؟

– في الحقيقة الانتقادات يجب أن توجه الى وزارة الصحة التي لم توفر الأطر التمريضية الكافية في ظل النقص المهول الا أنه ورغم الظروف الغير المناسبة للاشتغال والتحديات التي نتجت عن هاته الجائحة الا أن الأطر التمريضية وعلى قلتها فإنها تؤدي مهامها بكل مسؤولية .
ايضا الانتقادات يجب أن توجه لكل شخص لا يحترم القواعد والاجراءات التي يجب اتباعها في الطوارئ الصحية والتي تساهم في ارتفاع عدد الاصابات اليومية .
ونتأسف  أيضا على الاتهامات المجانبة للصواب في حق الممرضين فكيف نتهمهم بالتقصير في ظل اصابة العديد من الاطر الصحية نتيجة التكفل اليومي بمرضى كوفيد بل هناك من الممرضين من فقد والديه او أحد افراد عائلته بسبب هاته الجائحة  بل هناك من مات شهيد الواجب في بعض الاقاليم بالمملكة وهي مناسبة للترحم على شهداء الواجب وباقي الشهداء من المواطنين.

– هناك معارك نضالية خاضتها الأطر التمريضية بمستشفى سانية الرمل رغم ظروف الجائحة ضد الأوضاع السائدة بذات المستشفى زيادة عن مطالبتها بالإنصاف في التعويض عن الأخطار المهنية  كيف تفاعلت الوزارة الوصية مع هذه المطالب؟ .

– أولا يجب أن نميز بين المطالب الانية التي تهم جائحة كرونا كتوفير وسائل الحماية الكافية وتعزيز ودعم الأطر الصحية التي تتساقط اتباعا في صمت غير مسؤول ومبرر وبين المطالب الدائمة والقديمة والتي تدخل ضمنها الانصاف في التعويض عن الاخطار المهنية ،و إنصاف الممرضين ذوي نكوين سنتين المقصيين من مرسوم 2-535. 17 و إخراج منصغ المفاءات و المهن إلى حيز الوجود و إنشاء هيئة وطنية للمرصين ، الا أنه وللأسف فان وزارة الصحة ورغم المجهودات المبذولة من طرف الأطر الصحية التي أبانت عن حس وطني كبير في الحفاظ على صحة المواطنين حيث أن الامن الصحي أصبح من المؤشرات المهمة في حفظ أمن واستقرار البلاد حيث أن الجائحة أثبتت بالملموس حجم الخسائر الاقتصادية والاجتماعية التي قد تتكبدها الدولة في حالة عدم استقرار الحالة الوبائية .

– في حالة إذا ظلت هذه الوضعية على ما هو عليه سواء على مستوى الخصاص الذي يعاني منه مستشفى سانية الرمل، أو على مستوى استمرار الوزارة في تجاهلها لمطالب الأطر التمريضية. برأيك ماهي الإجراءات التي سوف تتخذ،من طرف هيئتكم لإعادة الأمور إلى نصابها ؟

– فيما يخص المطالب المشروعة والعادلة فان الأطر التمريضية ستستمر في نضالاتها والتي تعتبر في جوهرها دفاع عن الحالة الصحية للمواطنين لان الرفع من عدد الأطر التمريضية وتوفير المستلزمات وظروف الاشتغال سينعكس على الخدمات المقدمة وهي مطالب ما فتئت تطالب بها والتي يقابها أذان صماء من طرف الوزارة.
من وجهة نظرنا ضرورة الرفع من الميزانية المخصصة لقطاع الصحة ,الرفع من عدد المناصب المالية ,توظيف العاطلين من الممرضين تحفيز الأطر الصحية بمختلف فئاتها الاستجابة لجميع المطالب المشروعة للممرضين وباقي الفئات الصحية ضرورة التعجيل بتوظيف جميع الممرضين العاطلين ضرورة اشراك القطاع الخاص ليتحمل جزء من مسؤولياته.
وفي الاخير لا يسعنا الا ان نشكر جميع المتدخلين في القطاع الصحي وندعوهم للتعبئة الشاملة لإنجاح الحملة الوطنية للتلقيح  التي ستنطلق مستقبلا والعمل على توعية المواطنين.
كما  أتوجه بالشكر الجزيل الى كل جنود الخفاء المرابطة بالمؤسسات الصحية لمواجهة هاته الجائحة من أطباء، ممرضين، متصرفين، تقنيين ،عمال النظافة، عمال المطبخ ،حراس الامن الخاص.


الكاتب : مكتب تطوان : عبد المالك الحطري 

  

بتاريخ : 28/11/2020