1
لن أطيل عليكم، سأحدثكم، فقط، عما يحدث لي وأنا أكتب، مثل ذلك الطفل الذي نسي اسمه فظن أنه فقد ذاته، فخرج يبحث عنها وسط الناس، فاكتشف أن له أسماء كثيرة.
2
كم كتبت وأنا أمشي على رمل الشاطئ في الطريق إلى الموت، في الأول كانت إلى «المون»، بين الأزقة وأنا أعبر الشوارع، في دروب الحي تشبه خبايا الحكاية والقصص حيث النوافذ تتقابل والأبواب مفتوحة كمجارٍ للبوح، لكن يحدث لي ما يحدث للصياد الذي ما عاد يصطاد السمك لكثرة انشغاله بتمعن وجهه وهو يطفو هلاميا على صفحة الماء، لا هو اصطاد السمك ولا هو تمكن من رؤية ملامح وجهه مشعة كما حصل مع نرسيس.
3
كذلك يحدث لي ما عاشه ذلك المسافر الذي استقل الحافلة عائدا إلى حيث إقامته، لكن نومه حال دون أن ينزل حيث كان يجب، وما أن بدأ في معاتبة نفسه حتى استفاق ثانية، لكن هذه المرة في مضجعه متأكدا أنه لم يغادر إقامته إلا حلما.