عدد صيادلة القطاع العام لا يتجاوز 190 صيدلانيا وخصاص كبير تعيشه المؤسسات الصحية العمومية

بمعدل صيدلاني لكل 160 ألف مواطن ولكل 67 طبيبا

 

تعرف المنظومة الصحية في بلادنا خصاصا كبيرا على مستوى الموارد البشرية، ولا يقف الأمر عند حدود الأطباء والممرضين وتقنيي الصحة فحسب بل تشمل دائرة «العوز البشري» صيادلة القطاع العام كذلك الذين لا يتم تقديم أرقام تتعلق بهم، بالرغم من الدور المحوري والأساسي الذي يقوم به الصيدلاني والذي يتجاوز صرف الأدوية إلى أدوار ووظائف صحية مختلفة.
ويبلغ عدد الصيادلة المزاولين في القطاع العام 190 صيدلانيا فقط، وفقا للأرقام التي تضمنتها الخارطة الصحية للمملكة، أي بمعدل صيدلاني واحد لكل 160 ألف مواطن، حسب تأكيد الدكتور طارق غفلي، المهتم بالشؤون الصيدلية، الذي أبرز في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن هذا الرقم يعكس حجم الخصاص الكبير، خاصة إذا ما تمت مقارنة الوضع بدول أخرى، مشيرا إلى أنه في فرنسا نموذجا يوجد 9 آلاف وخمسمائة صيدلاني أي ما يمثل صيدلانيا لكل 6900 شخص.
وأكد الدكتور طارق في تصريحه للجريدة على أن هاته الأرقام تبيّن ضعف الاهتمام بصيادلة القطاع العام، الذين يقومون بدور أساسي ومحوري إلى جانب صيادلة الصيدليات المتواجدة على امتداد تراب المملكة والتي يقدّر عددها بحوالي 12 ألف صيدلية، مشيرا إلى أن توزيع هذا العدد، أي 190 صيدلانيا، على مختلف المرافق الصحية العمومية يكشف حجم الخصاص وهو ما يؤدي إلى اشتغال بعض المؤسسات دون توفر صيدلاني، هذا الأخير الذي يؤكد المرجع العلمي على أنه اختصاصي الدواء والوحيد المخوّل له صناعة ومراقبة وتخزين وصرف الدواء في القطاعين العام والخاص.
وأبرز المتحدث أن الـ 190 صيدلانيا يقابلهم حوالي 13 ألف طبيب في القطاع العام أي ما يمثل صيدلانيا واحدا لكل 67 طبيبا، مشددا على أن هناك تخصصات صيدلانية بالغة الأهمية من المفروض الاهتمام بها والعمل على توظيف صيادلة مختصين فيها للمساهمة في تجويد المنظومة الصحية انطلاقا من مواقعهم، كما هو الحال بالنسبة للصيادلة المتخصصين في التعقيم، هذا التخصص الذي يعتبر من التخصصات الصعبة ويساهم في تقلّص إصابة المرضى بالتعفنات في المستشفيات، إلى جانب تخصص الصيدلة الغذائية الذي يسهم في التكفل بالمرضى الذين يتطلب وضعهم البقاء تحت الملاحظة إلى حين إجراء تدخلات جراحية ويتعذر عليهم تناول الأكل، فيتم تزويدهم بالغذاء عن طريق الحقن من خلال الأكياس الخاصة التي يحرص الصيدلاني المختص على تضمينها كل ما يحتاجه المريض، وغيرها من التخصصات الأخرى. وشدد طارق على أن هناك فئات عديدة من الصيادلة كالإحيائيين والذين يشتغلون في مجال الدم ومشتقاته واختصاص التسممات والغازات الطبية وغيرها، منبّها إلى تداعيات عدم توفر العدد الكافي والمناسب من الصيادلة في المرافق الصحية العمومية، الأمر الذي يتعين تداركه وتصحيحه بالنظر للأدوار الأساسية للصيادلة في تطوير المنظومة الصحية بشكل عام.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/04/2023