«عراة»،«معصوبو الأعين»و«مقيدون إلى أسِرتهم»…عن كابوس «غوانتانامو فلسطين»والسجون الإسرائيلية

 

عن “Franceinfo” – ظهرت مجموعة من الصور الصادمة (نشرت في 29من ماي المنصرم على مواقع التواصل الاجتماعي)، لما يعتبره العديد من الحقوقيين “غوانتانامو»فلسطين، وهو معسكر افتتح بعد مذابح 7أكتوبر، يقع بعيدا عن الأنظار، بالقرب من قاعدة عسكرية في وسط إسرائيل، لكن الصورة التي تسبب صدمة هي صورة ذلك المعتقل الفلسطيني (الذي يقال إنه تم قتله)، ونشرتها وكالة “AP associet press”الأمريكية.
وتظهر الصورة رجلا يتقدم مجموعة من الرجال الذين يقفون أو يجلسون خلف الأسلاك الشائكة، وهم حفاة على ركبهم وأعينهم معصوبة، رؤوسهم مطأطأة وأيديهم مقيدة، مجبرين على الحفاظ على هذا الوضع، وفقا لتفاصيل الوكالة الأمريكية، محتجزين في الهواء الطلق دون أي زنزانات، يبقون هكذا طوال اليوم، يفترشون الأرض ويتغطون بقطعة قماش صغيرة لا تكاد تكفيهم، في منظر نددت به عدة جمعيات حقوقية إسرائيلية، ومؤكدة على تعرض هؤلاء السجناء للضرب المبرح على الرأس والساقين، ومنهم من بلغوا معه حد بتر أطرافه بعد سوء المعاملة.
ووفقا للعديد من المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان، فإن معسكر الاعتقال الفلسطيني “سديه تيمان» – الذي اشتهر مؤخرا بكونه «غوانتانامو»فلسطين -يقع في القاعدة العسكرية المعروفة باسم “الموقع 512”في صحراء النقب (على بعد 32كلم من غزة).

جحيم على الأراضي الفلسطينية

يصف جراح إسرائيلي تمكن من ولوج المنطقة العسكرية، بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، ما رآه قائلا: «هناك سجناء معصوبو الأعين، مكبلو الأيدي، تتم عليهم العمليات الجراحية دون تخدير.. يذكرني المنظر بـ»غوانتانامو»، مما دفعني لأن أتساءل “هل هنا غوانتانامو على الطريقة الإسرائيلية؟»، ويردف:»إن المعتقلين لا يعاملون كما البشر، ولا أعتقد أن الخيام في الصحراء التي تستخدم كمستشفيات يمكن أن توجد في هذه المنطقة وفي عام 2024”.
دخل هذا الطبيب الإسرائيلي (مجهول الهوية)هذا المعسكر بناء على طلب الجيش، حيث وصف قاعدة مقسمة إلى جزءين قائلا: «بها مركز احتجاز ومستشفى ميداني.. هناك عالجت مريضا مصابا بجروح خطيرة ناجمة عن طلقات نارية. المرضى ليس لديهم أسماء، كما يتم ترتيبهم على شكل صفوف(ما بين 15و20سجينا)، على أنهم جميعهم مقيدون ولا يمكنهم التحرك، كما أنهم معصوبي الأعين، عراة، وبعضهم يرتدون الحفاضات».
«هذا انتهاك واضح لاتفاقية جنيف ومدونة أخلاقيات منظمة الصحة العالمية عبر ممارسة التعذيب الجسدي والنفسي»– الجراح الإسرائيلي في شهادته للقناة.
تداولت العديد من المنصات أخبارا عن وفاة السجناء في معسكر “سديه تيمان»الذين تم نقلهم للعلاج في المستشفيات. «في غوانتانامو، خلال 20عاما فقد 20شخصا حياتهم. لكن الآن، في غضون 6 أشهر، نتحدث عن 40حالة وفاة… قد يكون هذا المكان أسوأ من غوانتانامو»، قال “ناجي عباس»من منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان»الإسرائيلية غير الحكومية، التي قدمت عدة طعون إلى أعلى محكمة في البلاد، لكن دون نتيجة إيجابية.

*سياسة الحجز والاختفاء القسري

يقول “ناجي عباس»: «لا أحد يستطيع الدخول. ولا أحد لديه أي معلومات حول ما يحدث بشكل يومي هناك.. التفسير الوحيد لكل ما يقع، يكمن في شعور الانتقام الذي يشعر به المجتمع الإسرائيلي، والذي توافقهم فيه جهات إسرائيلية عدة من قبيل وزارة الصحة التي تدعم عدم معاملة هؤلاء السجناء بشكل صحيح».
ويردف: «إن ما يفعله الجيش الإسرائيلي، في ما يتعلق بهؤلاء المعتقلين هو ما يسمى بسياسة الاختفاء القسري». في مواجهة ضغوط الرأي العام، وربما أيضا العدالة الدولية، فتح الجيش تحقيقا في “سديه تيمان»في منتصف الأسبوع الماضي. إذ وفقا لناجي عباس، هناك مراكز اعتقال أخرى مماثلة مثل “أنوت»شرق القدس.
يصف»بهاء أبو ركبة»، الذي كان يعمل كمنقذ في الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو محتجز سابق في هذا المعسكر قبل الإفراج عنه، معتقل “سديه تيمان»: «كنت رفقة زملائي من السجناء والمحتجزين، نتخذ وضعية الرضيع (مكبلي الأطراف ومعصوبي الأعين) لمدة قد تصل إلى 21ساعة يوميا، وكنا نتعرض لأمور لا يمكن وصفها من حيث ممارسات التعذيب هناك، على غرار إعطائنا علبة “تونة»وبعض الخيار لإطفاء جوعنا كل مساء، حيث كان يقال لنا: «نحن لسنا هنا لإطعامكم بل لنبقيكم على قيد الحياة!»، كما هددونا ببتر أطرافنا وفي أقصى الحالات حرماننا من أعضائنا الداخلية».


الكاتب : المقدمي المهدي

  

بتاريخ : 15/06/2024