علاء ميكري فنان مغربي نحت اسمه خارج جلباب أبيه محمود ميكري  .. عشرون عاما من السفر والإبداع توجت باحتضان موهبتي في أمريكا اللاتينية والتعامل مع الفنان العالمي ليون جييكو

علاء ميكري، فنان ترعرع في مدينة الرباط ، بالضبط قصبة الأوداية، قضى سنة في إسبانيا وما يقارب السنتين في إنجلترا و 17 سنة في الديار البلجيكية، وسافر إلى العديد من الدول الأوروبية واللاتينية، حيث اطلع هناك على العديد من الثقافات، واختلط بفنانين من مختلف المشارب ، مما جعله يصقل موهبته الفنية ويثريها دون أن يبقى حبيس جلباب والده الفنان محمود ميكري بشكل خاص، وعائلة ميكري بشكل عام.
الفن بالنسبة له هو إرث حيث بدأ بالعزف على القيثارة في سن مبكرة ، والتحق على إثر ذلك بالمعهد الموسيقي« ديور الجامع» مع الأستاذ الأطرش بالعاصمة الرباط، وأول ظهور تلفزي له كان مع عمه الفنان يونس ميكري في فيديو كليب «انا انا» وعمره آنذاك لا يتجاوز الست سنوات، كما ظهر كذلك في فيديو كليب أغنية «حورية» مع والده الفنان المقتدر محمود ميكري في سن الثالثة عشرة. بداية مشواره الفني كانت في المغرب، حيث قام بتسجيل أغنية «سولو ليبيدو أديوس» مع الموزع ستيفان، بعد ذلك قاده حظه، كما يبوح بذلك في لقاء مع جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، إلى أمريكا اللاتينية، وبالضبط إلى الأرجنتين، بالعاصمة بوينوس آيرس Buenos Aires حيث الهواء العليل و الرياح الطيبة كما يعني ذلك هذا الاسم، وهناك هبت رياح الإبداع ، فأمطرت سماء حظه وكده عددا من الأغاني المثمرة.
لم ينس علاء ميكري استقبال سفارة المملكة المغربية هناك ، يتقدمهم سفير المملكة المغربية، وأيضا لقاءه مع الفنان الشهير ليون جييكو المعروف بموسيقى الروك الأرجنتيني argentin rock ، الذي قطع مسافة 300 كيلومتر ليلتقي بالفنان المغربي علاء ميكري، كما يقول لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، حيث التقيا معا في مقر إدارة الإنتاج الخاصة به، واستغرق اللقاء ثلاث ساعات، كانت فرصة، يقول علاء ميكري، لإطلاع هذا الفنان الكبير على المغرب و على ما يزخر به من تنوع ثقافي وفني، وعن المهرجان الدولي « موازين » ، الذي يستقطب كبار الفنانين من العالم الغربي و العربي معا. كان اللقاء مثمرا، نتج عنه، يقول علاء ميكري ، إعادة غناء أغنيته الشهيرة « سولو لي بيدو أ ديوس » التي قام بتسجيل كلماتها إضافة إلى الميكساج و تصوير الفيديو كليب بمدينة روزاريو، مدينة النجوم والمشاهير أمثال اللاعب ميسي ومارادونا دي ماريا وتشيكافارا… إلخ ، تم ذلك في استوديو estudios penny lane الحائز على جائزة one-grammy ، الفيديو الكليب الذي لقي تفاعلا كبيرا من الناس في هذه المدينة التاريخية ، وشكلت هذه الأغنية أول لبنة في مشروعه الفني، و بالتالي مد جسور التقارب الثقافي والفني بين القارة الإفريقية متمثلة في المملكة المغربية وأمريكا اللاتينية.
هذه الأغنية أداها العديد من مشاهير العالم وبلغات متعددة أيضا، مثل المغنية العالمية الشهيرة في أمريكا اللاتينية والعالم ميرسيدس سوزا وشاكيرا وفنانين من دول أوروبا والعالم …وقد حرصت، يقول علاء ميكري، على إعادة الأغنية واستعمال فن «الريكي» ، الذي رغم أنه عرف في جمايكا، إلا أنه يبقى منتوجا إفريقيا محضا، « لذا اخترته ليكون مزيجا بين ثقافة القارة الإفريقية وثقافة القارة الأمريكية اللاتينية . » واستقبلته و كالة الأنباء العامة map بالأرجنتين ومقرها مدينة بوينوس ايريس، Buenos Aires التي كشفت بعد استجواب مع الفنان علاء ميكري الذي أذيع على قناة م24، أنه أول مغربي يغني في أمريكا اللاتينية ويربط جسر التواصل الثقافي و الفني بين عالمين مختلفين، وهي المشاركة التي فتحت له أبوابا كثيرة، وبعد عودته من الأرجنتين سافر إلى مدريد ليشتغل مع باكو أورتيغا في استوديو معروف يحمل اسم «موزي كراما » ، الذي سبق أن سجلت فيه أسماء فنية عالمية أعمالها، وهناك يقول علاء ميكري، تم عمل الميكساج لأغنيتي «جمعة » ، المستوحاة من قصة لقائي بأحد الأطفال السوريين بالرباط، الذي استوحيت منه موضوع الأغنية ، وبعد عودتي إلى المغرب ، استكملت ألبومي الغنائي، حيث تعاملت مع فنانين أفارقة، كانوا كلهم من ساحل العاج ماعدا فنان واحد مغربي، عاطي العكاف، وهو أحد أبناء الإخوان عكاف ، و قد تضمن الألبوم الغنائي ثماني قطع غنائية. ويضيف الفنان علاء ميكري ، أنه شارك من قبل في محطات فنية، صحبة الفقيد العزيز الفنان الكبير محمود الإدريسي، رحمه الله، والفنانة نبيلة معان في حفل تكريم الإعلامي الفقيد محمد الجفان وبرنامج مسار للمقدم عتيق بن شيكر مع الإخوان ميكري، غنى آنذاك أغنية الأوداية، وفي إطار العمل الجمعوي شارك أيضا في اليوم العالمي للبيئة في مسرحية «أمنا الأرض» كمخرج، الذي نظم في قاعة باحنيني بالرباط … وغيرها من المحطات التي مر فيها، لكن دخلت عالم الاحتراف بشكل رسمي، يضيف، حين تكلفت منتجة أعمالي بكل ما يتعلق بحياتي المعيشية ، وجاء هذا الاقتراح منها، لأتفرغ للإبداع.
ولم ينف الفنان المغربي علاء ميكري، الاستفادة من عائلته الفنية، التي عاش وسطها، خاصة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، حين كان أفرادها، محمود ميكري ، حسن ميكري رحمه الله، يونس ميكري وجليلة ميكري، وقد سنحت له الفرصة أيضا الالتقاء في منزل العائلة بقصبة الأوداية بعمالقة الفن المغربي وعن جديده الفني، يقول علاء ميكري ، إنه يشتغل على ثلاث قطع فنية من ألحان والده محمود ميكري، ومنها قطع كتب كلماتها الشاعر الكبير علي الحداني، مشيرا إلى أنه بعد أن نحت اسمه في عالم الفن بشكل مستقل ، يحق له التعامل مع والده، وكله امتنان لذلك، وقد تأثر كثيرا حينما خاطبه والده وعبر عن سعادته بهذا التعاون ، كما أكد أنه يستعد لإطلاق أغنية جديدة في القادم من الأيام.
وأوضح علاء ميكري، أن المدرسة الميكرية ، شكلت له فرصة للبحث والتجديد، إذ شجعته على الإبداع، مما جعله يقدم على التجربة التي خاضها في أمريكا اللاتينية، وإنتاج ألبوم غنائي، الذي لم يكن سهلا أبدا، حيث كان الغناء باللغة الإسبانية، وما يتطلبه ذلك من إجادة النطق و إتقانه، كما تمت الاستعانة بأربعة عازفين على آلات القيثارة، وأعاد أغنية « ليلي طويل » بتوزيع جديد ، كما حمل الألبوم اسم « سفر » ترجمة لأسفاري المتعددة ، يقول علاء ميكري، التي قمت بها لمدة عشرين سنة.


الكاتب :  جلال كندالي 

  

بتاريخ : 02/03/2022