على أية معايير علمية استند الوزير للحكم على طلبة أوكرانيا بالضعف؟

 

 

 

عوض إيجاد الحل المناسب لملف الطلبة المغاربة بأوكرانيا، سمح وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لنفسه بالقول إن مستوى طلبة أوكرانيا ضعيف. على أية معايير علمية أو دراسة ميدانية اعتمد هذا الوزير لنعت مستوى طلبة أوكرانيا بالضعف؟ كان حري بهذا الوزير الذي قضى جل حياته المهنية بفرنسا قبل أن يعود للمغرب ليحتل منصب عميد بكلية القاضي عياض بمراكش، وفي نفس الوقت عضوا بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، قبل أن يعين وزيرا وصيا على قطاع التعليم العالي في حكومة عزيز أخنوش ممثلا لحزب الأصالة والمعاصرة. كان حري بهذا الوزير الدخيل على العمل السياسي إتاحة الفرصة للطلبة العائدين قسرا من أوكرانيا بإدماجهم كما وعدهم بذلك وانتظار النتائج التي سيحصلون عليها عند نهاية دراستهم بالمعاهد والجامعات الوطنية قبل الحكم على مستواهم الدراسي.
إن هذا الوزير باتخاذه هذا الموقف في حق طلبة المغرب بأوكرانيا يزكي ما صدر ظلما من أحكام غير مبنية على أسس علمية صحيحة في حق الطلبة المغاربة ضحايا حرب أوكرانيا على لسان زملائهم الطلبة المتابعين لدراستهم بمؤسسات التعليم العالي بالمغرب.

لا للعنف أيا كان شكله ومصدره !

للتصدي للعنف الكلامي الصادر عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تدعو كل من الجمعية الوطنية لطلبة المغرب بأوكرانيا وخلية إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا وتنسيقية طلبة أوكرانيا كافة فعاليات المجتمع المدني لمؤازرة طلبة أوكرانيا والتضامن معهم بالمشاركة بكثافة في الوقفة الاحتجاجية ليوم الخميس 27 أكتوبر 2022 في الساعة العاشرة والنصف صباحا أمام البرلمان.
إن الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا إلى جانب الهيئات الأخرى الممثلة لطلبة أوكرانيا الداعية إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية إذ تندد وتشجب وتستنكر ما جاء في تصريح الوزير الوصي على قطاع التعليم العالي داخل لجنة التعليم والثقافة بمجلس النواب، تسجل بأسف عميق فشل هذا الوزير في تدبير ملف الطلبة الفارين من جحيم الحرب في أوكرانيا وتطالبه بالاعتذار فورا لطلبة أوكرانيا عما صدر عنه من كلام غير مسؤول في حقهم لم يكن الهدف منه إلا تحطيم معنوياتهم عوض العمل على التسريع بإدماجهم في منظومة التعليم العالي دون قيد أو شرط منذ رجوعهم إلى أرض الوطن في بداية شهر مارس.

يا لها من مهزلة !

متى كان طلبة يهينون أو يقبلون بإهانة طلبة آخرين من أي طرف كان ؟ بالأمس القريب كان الطلبة المغاربة يتصدون بقوة لكل من يهاجم ويمس كرامتهم بنعتهم بأرذل الصفات. واليوم سبحان الله أصبح طلبة يناصرون بدون حياء من يجرؤ على التهجم على طلبة آخرين لم تتح لهم فرصة اجتياز المباراة بنفس لغة التدريس التي تلقوا بها العلم والمعرفة في البلد الذي كانوا يدرسون بمعاهده وجامعاته التي تحتل مراتب علمية محترمة ومشرفة بين آلاف المؤسسات عبر العالم. من المؤسف أن يصبح طلبة المغرب بأوكرانيا موضوع قذف وشتم، لا لشيء إلا لكونهم اضطروا إلى الفرار من أوكرانيا بسبب الحرب نحو وطنهم المغرب الذي عوض أن يتم الترحيب بهم فيه أصبحوا عرضة للكلام من طرف من هب ودب، ومن طرف زملائهم وحتى من طرف الوزير الوصي على قطاع التعليم العالي الذي كان من المفروض أن يدافع عنهم ويحل مشاكلهم باستعجال نظرا لوضعيتهم الاستثنائية. الكل أصبح يساهم بشكل أو آخر في تجريح وتعنيف طلبة ضحايا حرب لاناقة لهم فيها ولا جمل، حرب اندلعت فوق إرادتهم في أوكرانيا منذ يوم 24 فبراير 2022. يا لها من مهزلة !

 


الكاتب : محمد خوخشاني

  

بتاريخ : 27/10/2022