تراهن جهة سوس ماسة كواجهة بحرية على استثمار كبير في قطاع الأحياء البحرية على امتداد 4110 هكتار من منطقة إمسوان بعمالة أكادير إداوتنان إلى سيدي بو الفضايل بإقليم تيزنيت بحيث ستساهم الأحواض المائية لتربية الأحياء البحرية للزيادة في الإنتاج سيصل في أفق 2020 إلى 80 ألف طن من الأسماك والصدفيات والطحالب.
ويأتي هذا في سياق مخطط وطني يشمل ثلاث مناطق كبرى:منطقة الناضور،الحسيمة،ومنطقة سوس ماسة،ومنطقة الداخلة واد الذهب،من أجل الرفع في الإنتاج في تربية الأحياء البحرية من 200 طن إلى 200ألف طن سنويا من الأنواع المذكورة أعلاه.
وأبرزت كلمة جميع تدخلات المسؤولين عن قطاع الصيد البحري في اليوم التواصلي الذي نظمته الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية بدعم من شركائها المؤسساتيين بأكادير،يوم الإثنين 12فبراير الجاري،الأهمية التي يوليها المغرب لهذا القطاع البحري الواعد في هذه الأبواب المفتوحة المخصصة للمستثمرين والمقاولين الشباب المغاربة والأجانب للإستثمار في هذا القطاع بالجهة نظرا لتوفرها على مؤهلات طبيعية.
وفي كلمة لها بالمناسبة اعتبرت كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري «مباركة بوعيدة»،هذا اللقاء فرصة لتبادل الآراء بين المستثمرين وممثلي الوكالة وشركائها والحصول على المعلومات الإدارية والقانونية والمعطيات التقنية و الإقتصادية حسب سلسة الإنتاج التي تثيراهتمامهم في الندوة المنظمة في هذا المجال.
ومن جانبه أكد والي جهة سوس ماسة أحمد حجي أن الجهة تزخر بإمكانات كبيرة لتنمية تربية الأحياء البحرية من حيث المواقع المناسبة ودرجات الحرارة التي تساعد على نمو مرتفع وجودة المياه بنسبة عالية ،فضلا على توفرالجهة على شبكة مهمة في حرف الصيد والمهارات التي تمكنها من العمل على مستويات متعددة في تربية الأحياء البحرية.
بينما ركز رئيس مجلس جهة سوس ماسة إبراهيم الحافيدي على ما تتوفرعليه الجهة من بنية تحتية مهمة فهي تحتوي على ميناء للصيد والتجارة بأكادير،وعلى عدد من قرى الصيد و نقاط التفريغ المجهزة والتي تشكل دعامة لتشجيع الإستثمار في هذا القطاع.
وبفضل هذه المحطة الصناعية وغيرها تمكنت جهة سوس ماسة من احتلال مرتبة مهمة على الصعيد الوطني حيث تعد ثاني أكبر قطب اقتصادي بالمغرب يضم 86وحدة مخصصة لتثمين المنتجات البحرية بما في ذلك 38 وحدة تجميد و29 وحدة تعليب.
وفي تصريحه للجريدة قال عبد اللطيف مكريم رئيس المختبر العلمي للأحياء البحرية بكلية العلوم بجامعة ابن زهر بأكادير: «إن جهة سوس ماسة لها مؤهلات في هذا القطاع لأنها توجد بمنطقة جنوبية ذات مياه عالية الجودة،لكنها ومع ذلك تعرف تراجعا كل سنة من حيث الثروات البحرية التي تعتمد عليها الوحدات الصناعية بالجهة. لذلك «تكمن أهمية البحث العلمي والتقني الذي يأتي ليخدم هذه الاستراتيجية الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية،من خلال اعتماد هذه الإستراتيجية على خبراء وباحثين في هذا المجال لتطويرالبحث وتوطين هذه الإستراتيجية على مستوى الجهات عبر التكوين المستمر لفائدة الموارد البشرية»..
من جهته اوضح مصطفى أمزوغ رئيس قسم الإستثمار والترويج والدراسات بالوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية أن»المغرب بدأ هذا النشاط منذ الخمسينات بتربية المحار في الواليدية كنشاط مستمر إلى الآن ثم تلته ضيعة بحرية كبيرة بالناضور،وفي التسعينات تم إنشاء العديد من الضيعات البحرية في خليج الداخلة، وبذلك يكون المغرب سباقا في تربية الأحياء البحرية بالمقارنة مع دول البحرالأبيض المتوسط» . و أضاف «المغرب حاليا يستثمر،في هذا القطاع،للزيادة في الإنتاج في ظل استرتيجية «أليوتيس»من أجل التسريع في تربية الأحياء البحرية و في ظل هذه الاسترتيجية الوطنية تم خلق ثلاث مناطق كبرى في هذا القطاع واحدة بمنطقة شمال المغرب على ساحل البحر الأبيض المتوسط والثانية بجهة الداخلة وادي الذهب والثالثة بجهة سوس ماسة لتربية الأسماك والصدفيات والأعشاب البحرية «
أما عبد الرحمان سروت رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية بأكادير فقال «نحن كمهنيين نقوم منذ مدة بتحسيس وتوعية كافة المهنيين وخاصة الشباب المقاول للإستثمار في هذا القطاع الواعد،من خلال عقد لقاءات حول مخطط تنمية تربية الأحياء في المنطقة الممتدة بين إمسوان وسيدي إفني على مساحة تبلغ 5430هكتارمقسمة إلى 330 وحدة إنتاج خاصة أن هذه المنطقة تتوفر على خمس ضيعات بحرية كبرى سيتم استغلالها في هذه التربية البحرية،المنطقة الأولى من»إمسوان»إلى « تامري»،والثانية من «كاب غير « إلى «تمغارت» ، والثالثة من»تيفنيت» إلى»واد ماسة»،والرابعة من «واد ماسة» إلى «سيدي بولفضايل»، والخامسة من «سيدي بولفضايل»إلى «سيدي إفني».
على امتداد 4110 هكتار .. الاستثمار في تربية الأحياء المائية بجهة سوس يراهن على إنتاج 80 ألف طن سنويا
الكاتب : عبداللطيف الكامل
بتاريخ : 14/02/2018