تعيش مجموعة من الدواوير التابعة لجماعات المزامزة الجنوبية و سيدي العيدي بإقليم سطات، في الآونة الأخيرة ، على وقع تخوفات من أزمة عطش وشيكة ، والتي باتت تهدد سكان المنطقة، بعد أن لاحظوا تراجع منسوب المياه في الآبار المعدة للشرب ، والتي يتراوح عمقها بين 70 و 100 متر أمام صمت الجهات المعنية المطالبة بتوفير حلول فورية للمشكل الذي بات يؤرق الساكنة والفلاحين الصغار ، «خاصة أن المنطقة أصبحت وجهة مفضلة لعدد من المستثمرين في زراعة الجزر، والتي تم تقنينها في أقاليم أخرى ، وبالتالي تزايدت المساحات المزروعة بهذه الجماعات بشكل لافت، مما يحتم على السلطات الإقليمية ووكالة الحوض المائي إصدار قرار يقضي بتقنين العملية وتقليص المساحة المسموح باستغلالها في زراعة الجزر إضافة إلى استعمال العدادات بالآبار المرخصة، وهدم غير المرخصة» يقول متضررون ، مضيفين «أن بعض كبار الفلاحين وجدوا في المناطق البورية أرضية خصبة لزراعة الجزر التي تزايدت خلال السنوات الأخيرة ومعها تكاثرت عمليات الحفر العشوائي للآبار، والتي كان لها أثر كبير على استنزاف الموارد المائية «. وحسب تصريحات بعض الفلاحين « فإن المساحات المزروعة المخصصة للجزر عرفت تطورا كميا ونوعيا ، لكن هذا التطور تم على حساب الاستغلال المفرط للمياه الجوفية والسطحية، دون تدخل من قبل السلطات المعنية ووكالة الحوض المائي»، مشيرين إلى «تسجيل انخفاض خطير على مستوى منسوب المياه في الفرشة المائية، الشيء الذي يهدد بجفاف العديد من الآبار ما سيؤثر سلبا على المزروعات المعيشية ، وكذا على الماء الذي يستعمله سكان الجماعات القروية المذكورة للشرب خاصة مع قلة التساقطات المطرية»، لافتين إلى أن « عملية غسل الجزر تتسبب في استنزاف كمياة كبيرة من مياه الآبار التي يتم تبذيرها بعد جنيه» .
وللتذكير فإن زراعة الجزر تعتبر الأكثر استهلاكا للماء من بين المزروعات الفلاحية الأخرى ، وفي سنة 2017 كان عامل إقليم برشيد قد دق ناقوس الخطر بسبب استنزاف الفرشة المائية ببعض الجماعات الترابية خلال لقاء دراسي خصص لوضع اتفاقية «من أجل تدبير تشاركي ومستدام للفرشة المائية الجوفية»، والذي نظم من طرف وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية، لافتا إلى «خطورة الاستعمال المفرط والعشوائي للمياه الجوفية، بالإضافة إلى مشكل تلوث المياه الجوفية بسبب الاستعمال العشوائي لبعض الأسمدة والمبيدات الحشرية التي تصل نسبة منها إلى الفرشة المائية، وهو ما يشكل خطرا على المواطنين الذين يضطرون لاستعمال تلك المياه للشرب»، كما طالب «بتقنين زراعة الجزر ومزروعات أخرى.»
ودعا المتضررون من هذه الوضعية « المسؤولين في عمالة سطات، إلى التدخل العاجل قبل فوات الأوان ، من أجل تقنين وحماية المياه الجوفية من الاستنزاف والتلوث، والمياه السطحية من الاستغلال المفرط وغير القانوني «.