على ضوء «نار شاحبة» محمد جليد يتأمل «ترابيع القمر الخمسة»

 

 

يعود المترجم والاعلامي محمد جليد بعملين أدبيين، أولهما لجلبير سينويه والثاني لفلاديمير نابوكوف.
فبعد ترجمته للجزأين الأول والثاني «أريج الياسمين» و»صرخة الحجارة» ، يعود المترجم المغربي محمد جليد لإكمال ثلاثية سينويه «إن شاء الله»؛ بترجمة الجزء الثالث «ترابيع القمر الخمسة» عن منشورات «دار الجمل».
الرواية الضخمة تتقصى أحداث التاريخ في منطقة الشرق منذ مطلع القرن 20، بوصفها مرحلة تاريخية شديدة التعقيد وكانت شاهدا على أبرز الأحداث التي مهدت للواقع العربي اليوم، فتمتد الأحداث منذ عام 1916 وحتى شتنبر 2001.
«أريج الياسمين» تبدأ من 1916 وحتى 1956، ويروي الأحداث من خلال حياة خمس عائلات مُتخيلة، مصرية، عراقية، وفلسطينية ويهودية، وتتناول مسؤولية الانكليز والفرنسيين عما حدث لاحقاً بعد توقيع «سايكس بيكو».أما الجزء الثاني «صرخة الحجارة»، فيُكمل الأحداث الواقعة بين 1956 وحتى أحداث 11 شتنبر في 2011، واشتعال الحرب بعد انهيار البرجين، مستكملا مصائر العائلات الخمس التي بدأها في الجزء الأول، ويتطرق إلى الحرب الأهلية اللبنانية.
في الجزء الأخير الصادر حديثا «ترابيع القمر الخمسة « ينتقل بنا الكاتب إلى ما حدث بعد 2001 واحتلال العراق عام 2003، والعائلات التي تحطّمت، وتفتّت هوياتها، مسيحية ويهودية ومسلمة، فيتابع مصير العائلات ومن خلالها يرصد التطرّف والعنصرية والخوف.
الروائي جيلبير سينويه، اللبناني الأصل المصري المولد والفرنسي النشأة والثقافة والجنسية، يعد اليوم من أبرز الروائيين الذي يسجلون تاريخ المنطقة العربية، وبدأ عازفاً للغيتار وحقّق نجاحات في هذا المجال، ولم ينشر روايته الأولى إلا في عمر الأربعين وكانت بعنوان «القرمزي وشجرة الزيتون» عام 1987، لتتوالى إصداراته: «ابن سينا ​​أو الطريق إلى أصفهان» «المصرية»، و»ابنة نهر النيل»، و»لإبني في فجر الألفية الثالثة»، وفي عام 2018 أصدر أحدث أعماله «مملكة البحار».
العمل الثاني بعنوان «نار شاحبة» لفلاديمير نابوكوف الذي سبق لجليد أن ترجم له رواية «بنين».
صدرت «نار شاحبة» في المرة الأولى سنة 1962. وقدمت كقصيدة من 999 سطرا. وقد أثارت هذه الرواية تفسيرات متنوعة وواسعة ومجموعة من الانتقادات المكتوبة، والتي قدرها الناقد الأدبي الفنلندي بيكا تاي بأكثر من 80 دراسة.
«نار شاحبة قصيدة ذات مقاطع ملحمية ثنائية، تقع في تسعمائة وتسعة وتسعين بيتا، وهي مقسمة إلى أربع قطع، ألّفها ‘جون فرنسيس شايد’ (الذي رأى النور يوم خامس يوليوز 1898، وتوفي يوم 21 يوليوز 1959) خلال الأيام العشرين الأخيرة من حياته، ببيته في ‘نيوواي’، بـ’أبالاتشيا’ بالولايات المتحدة الأمريكية. إذ يتألف المخطوط، ومعظمه نسخة منقحة استُنْسِخ منها هذا النص بأمانة، من ثمانين جذاذة مفهرسة متوسطة الحجم، احتفظ ‘شايد’ في أعلى كل واحدة منها بالخط الفوقي الوردي لتسجيل بعض رؤوس الأقلام (رقم القطعة، التاريخ) واستخدم الخطوط الزرقاء الفاتحة الأربعة عشر ليحرر نصَّ قصيدته، بريشة حادة وخط رقيق وأنيق وواضح بشكل لافت للنظر، تاركا سطرا فارغا بغية إظهار بياض مضاعف بين الأبيات، مستعملا جذاذة جديدة على الدوام ليستهل قطعة جديدة».
وصف براين بويد الاختصاصي بأعمال نابكوف رواية «نار شاحبة» بأنها «رواية نابوكوف الأكمل»، ووصفها الناقد هارولد بلوم بأنها «أضمن إثبات لعبقريته ذلك الإنجاز المتقن المميز». كما صُنفت «نار شاحبة» في المرتبة 53 في قائمة أفضل 100 رواية في الخطة الحديثة والأولى في قائمة الناقد الأدبي الأمريكي لاري مكافري أعظم أعمال القرن العشرين: (100 كتاب خيالي باللغة الإنجليزية).


بتاريخ : 24/12/2021