رغم قلة الإمكانيات المادية فقد استطاعت جمعية المواهب الشابة للسينما والمسرح، التي تأسست سنة 2010، أن تتحدي كل الصعاب و تبصم على تنظيم الدورة السادسة للملتقى الوطني أيام فاس للتواصل السينمائي، تحت شعار « لنتواصل سينمائيا: يومي 20 و21 دجنبر الحالي بدعم الجماعة الحضرية لفاس وعدد من المستشهرين، في الوقت الذي أبى المركز السينمائي دعم هذه الجمعية الشابة.
خلال الافتتاح الرسمي للدورة بالمركب الثقافي الحرية، أشار رئيس الجمعية عبد اللطيف زهير أن الجمعية التي تضم نخبة من الشباب تسعى إلى نشر ثقافة سينمائية ومسرحية بين صفوف الشباب العاشق للفن السابع وأبي الفنون من خلال عرض أفلام سينمائية ومسرحية ورشات تكوينية، إيمانا منها بأهمية الفنون في تغيير مجري الحياة وصولا إلى جيل يحمل مشعل الثقافة السينمائية والمسرحية أملا في صناعة التغيير الذي تنشده مختلف الأجيال.
وقد تميز الملتقي بحضور جمهور شبابي غفير، كما تتبعه نخبة من المخرجين المغاربة في طليعتهم المخرج المغربي محمد عهد بنسودة والمخرج التلفزيوني عبد السلام الكلاعي، كما تتبع أطواره نخبة من الممثلين المغاربة من أبرزهم الممثل القدير عز العرب الكغاط، بالإضافة إلى مجموعة من الإعلاميين والمثقفين.
وقد تميزت الدورة بتكريم السيناريست المتألق منصف القادري المتعدد المواهب، اعترافا له بالخدمات التي قدمها للسينما المغرية، حيث أسهم في كتابة العديد من سيناريوهات الأفلام التي صورت بفأس من بينها فيلم : «موسم المشاوشة» و»نوبة العشاق» الذي يصور حاليا بفاس للمخرج الطموح محمد عهد بنسودة.
وقد شارك في المسابقة الرسمية عدد من المخرجين الشباب المغاربة من مختلف المدن المغربية من بينهم رشيد السعيدي بفيلم «مخاض» و»رشيد عماري» بفيلم «فحم ودم» وأميمة حيدا بفيلم «ذاكرة النسيان» ونور الدين بنكيران بفيلم «الهايم» و«برقية مفهومة» للمخرج ياسين سميح وفيصل الحليمي بفيلم «آخر صورة» ومنير علوان بفيلم: «ليس أبيض وليس أسود» والحمداوي الأخضر بفيلم «أحلام» ومحمد الشباني بفيلم «ميساج» ونبيل جوهر بفيلم «افتحوا النوافذ».
وقبل عرض الأقلام قدم الكوميدي نبيل من فاس سكيتشا هزليا لقي تشجيعات من طرف الجمهور، حيث انتقد الصناعة السينمائية المغربية بطريقة ساخرة ووجه مجموعة من الرسائل لمن يهمه الأمر، كما حث على تكريم الفنان ماديا لأنه في حاجة إلى المال من أجل مواجهة مشاكل الحياة، مسعترضا قصة ممثل تم تكريمه وتم تسليمه باقة ورد وشهادة تقديرية وبطريقة كوميدية طالب رئس الجمعية المنظمة بالصعود إلى الخشبة وطالبه أن يؤدي له مستحقات عرضة الكوميدي ليتدارك أن الجمعية هي الأخري في حاجة إلى من يدعمها .
اليوم الثاني من الملتقى والذي نظم بقاعة المحاضرات بجنان الورد شهد تنظيم ورشة تكوينية في موضوع مدخل للتوصل السينمائي وندوة حول موضوع «السيناريست والمخرج أية علاقة ؟» من تأطير منصف القادري والشاعرة أمينة الصيباري والمخرج عبد السلام الكلاعي، كما تم عرض فيلم «يما» خارج المسابقة للمخرج هشام الركراكي وفيلم «ملاك» للمخرج عبد السلام الكلاعي وسيناريو منصف القادري.
وقد تشكلت لجنة التحكيم من عبد السلام الكلاعي رئيسا وأمينة الصيباري شاعرة والسيناريست عزيز الحاكم والممثل عبد اللطيف بلمجاهد، وآلت الجائزة الكبري للمخرج نور الدين بنكيران من مدينة تازة عن فيلمه «الهايم»، أما جائزة الإخراج فكانت من نصيب رشيد السعيدي من مدينة سيدي قاسم عن فيلمه «مخاض».