على هامش تعاقد الوداد مع التونسي مهدي النفطي.. التهافت على أطر من الخارج،وتجاهل مئات المدربين المغاربة الحاصلين على أعلى الدبلومات

منحت الجامعة المغربية لكرة القدم ثقتها للإطار المغربي الشاب وليد الركراكي، ونجحت في اختيارها.
بخلاف ذلك، يتهافت رؤساء عدة أندية من البطولة الاحترافية المغربية على تسليم مفاتيح الإدارة التقنية لفرقهم لأطر من خارج المغرب، وعدد منهم يختار مدربين من تونس، كما فعل الوداد البيضاوي الذي أعلن أول أمس الاثنين، عن تعاقده مع المدرب التونسي مهدي النفطي خلفا للحسين عموتة.
الأمر يبدو عاديا،أو كان سيكون عاديا حين يتعاقد نادي مغربي مع مدرب بمرجعية واسعة وخبرة طويلة وسجل مهني غني بإمكان النادي أولا أن يستفيد منه،وبإمكان كرة القدم المغربية ثانيا أن يشكل لها إضافة نوعية إيجابية.
إلا أنه وفي حالات كثيرة،يأتي مدربون من الخارج وهم يحملون سجلات مهنية عادية جدا إن لم تكن أقل من عادية، وبدل أن تستفيد منهم كرة القدم المغربية، يصبحون هم المستفيدون وذلك على حساب مئات المدربين المغاربة الذين يجدون أنفسهم في حالة عطالة وبدون عمل ولا مورد رزق.
في 2022 مثلا،السنة التي ودعناها قبل أيام، نال 100 مدرب مغربي شاب دبلوم من درجة « أ كاف» من طرف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم،بعد أن خضعوا لتكوين عالي المستوى وخاضوا اختبارات تقنية وعلمية وبدنية كذلك،ودفع كل واحد منهم مبلغ 25000 درهم مقابل الاستفادة من ذلك التكوين.
اليوم،جل هؤلاء المدربين التحقوا بقائمة العاطلين عن العمل،منهم من اقترض المبلغ المطلوب مقابل الحصول على التكوين وعلى الدبلوم،ومنهم من يكتفي اليوم بمتابعة المباريات وكذا أخبار تهافت الأندية على المدربين من خارج المغرب،ومنهم من يتحسر الآن على التهميش الذي يطوله وعلى ما ضاع منه من جهد ومن وقت دون فائدة تذكر.
السؤال الذي يطرح نفسه وأنديتنا تهمش مدربينا الشباب ولا تمنحهم ثقتها، ما هو السر في هذا التهافت الغريب على الأطر الأجنبية خاصة القادمة منها من تونس؟ هل يتعلق الأمر بضعف القيمة المالية في التعاقد،وهذا مستبعد جدا ونحن نعلم أن الأطر القادمة من الخارج تفرض قيمة مالية عالية وبالعملة الأجنبية؟ هل هو، كما قال أحد المدربين الشباب،الخوف من الإطار المغربي الذي في حالة حصول خلاف مع النادي سيتجرأ لفضح المسكوت عنه في التعاقدات، وكثير من الغموض يلف في هذا الجانب، العقود بين الرئيس،المدرب والوسيط،كما يتردد داخل الوسط الكروي، أم أن الأمر يتعلق فعلا كما يقول بعض رؤساء الأندية بالضغط الجماهيري وعدم قدرة المدرب المغربي على مواجهة تلك الضغوط؟
الأكيد،أن هناك المئات من الخريجين من الدورات التكوينية ومئات من الحاصلين على أعلى الدبلومات في التدريب،يجدون أنفسهم أمام منافسة غير عادلة أمام الأطر القادمة من الخارج وخاصة من تونس بالرغم من أن عددا كبيرا من المدربين التونسيين واجهوا الفشل في قيادتهم للأندية المغربية، وفي مقابل ذلك عدد هام من الأطر الشابة المغربية بصموا على نجاحات والقائمة طويلة أبرزهم في بطولة الموسم الجاري جمال السلامي مع الفتح الرباطي،طارق السكتيوي مع اتحاد تواركة، عبدالرحيم اشكيليط رفقة المغرب الفاسي وغيرهم كثير،لكن يبقى أبرزهم طبعا وليد الركراكي سواء في الأندية الوطنية التي أشرف على تدريبها أو سواء مع المنتخب الوطني وما حققه معه في مونديال قطر الأخير.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 04/01/2023