أبطال إفريقيا الذين لا يحملون القميص الوطني
مباشرة بعد نهاية المباراة النهائية لعصبة أبطال إفريقيا مساء الاثنين الأخير، التحق نصف عدد لاعبي نادي الأهلي بمنتخب مصر الذي يخوض في العاصمة القاهرة تجمعا إعداديا تحضيرا للاستحقاقات القادمة.
يدرك القائمون على شؤون المنتخب المصري،شأنهم شأن جيرانهم في الجزائر وفي تونس،وفي عدد من المنتخبات الإفريقية، أنه لا يمكن أبدا تجاهل لاعبين،من الدوري المحلي، خاضوا مع أنديتهم المحلية المنافسات الإفريقية ونهلوا منها نهرا من التجربة والخبرة وتأقلموا من خلالها مع على كل شروط اللعب في ملاعب إفريقيا.
كل تلك المنتخبات،ومصر في مقدمتها، تشكلت في مختلف الأجيال السابقة، من لاعبي الدوريات المحلية، كنواة رئيسية وأساسية في بناء المنتخب،ونجحت بتلك الاستراتيجية في إحراز الألقاب والبطولات أو على الأقل وصلت هي وأنديتها إلى صدارة المنافسات القارية.
في المغرب، نجحنا في إحراز لقبين قاريين هذا الموسم،الوداد في عصبة الأبطال،ونهضة بركان في كأس الكاف، ووقف المتتبعون على أداء متميز للفريقين حيث برز عدد من لاعبيهما وتفوقوا بشكل كبير وملحوظ على منافسيهم في الأندية الإفريقية الأخرى، وكان المنطق أن تمنح لبعضهم فرصة حمل القميص الوطني على الأقل في المباريات الودية الاختبارية مثل مباراتنا مع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية.
للأسف، يجتهد اللاعب الممارس في بطولتنا الاحترافية المحلية،ويجوب مع فريقه ملاعب إفريقيا، وحلمه الوصول إلى محطة حمل القميص الوطني ليواجه بالتجاهل وعدم الاعتراف به.
في عهد خاليلوزيتش، أصبح على اللاعب المحلي حتى وإن وصل قمة المستوى التقني والبدني، أن يستقل قوارب الهجرة إلى الاحتراف في أوربا أو بنسبة أقل في الدوريات الخليجية، على أمل أن ينال حظوة تسليط الأضواء عليه والتفاتة من طرف الناخب الوطني،وإلا، لن ينال تلك الحظوة حتى وإن أحرز لقب البطولة الإفريقية مع فريقه،وحتى وإن شارك في مونديال الأندية، وحتى وإن ارتفع صوت الجمهور كافة ومعه الإعلام المتخصص مطالبا بوضع الثقة في لاعبين خاضوا أكثر من أربعين مباراة رسمية خلال هذا الموسم،منها عدد كبير من المباريات على مستوى المنافسات الإفريقية، هذا في الوقت الذي لا يخجل فيه خاليولوزيتش من توجيه الدعوة للاعبين لم يلمسوا الكرة مع فرقهم الأوربية لأكثر من سبعة أشهر.
ويظل السؤال المطروح،متى نمنح الفرصة للاعبينا في البطولة المحلية كما نمنحها لكل من ابتسم له الحظ في اللعب خارج المغرب؟
وكيف نسعد باختيار بطولتنا أحسن بطولة في إفريقيا ولاعبوها يغيبون عن المنتخب الوطني؟