ارتبط الموسيقار الراحل محمد بنعبدالسلام خلال مسيرته الفنية الطويلة والغنية بالعديد من المطربين الذين لحن لهم أروع وأعذب الأغاني .
من بين هؤلاء المطربين، الذي تعامل معهم الفقيد، هناك عبدالوهاب الدكالي .عبد الهادي بلخياط، إسماعيل أحمد وبالأسرة الفنية الإدريسي التي كانت له معها علاقة فنية ومصاهرة، كان من بين أفرادها محمد الإدريسي، بهيجة إدريس وأمينةإدريس زوجته الذي أعطى لمجموعة أغانيهم ألحانا عذبة أكسبتهم الشهرة .
من بين هذه الأغاني، قطعة التليفون التي أدتها المطربة أمينة إدريس،وهي القطعة التي كتبها المسرحي والزجال الراحل حمادي التونسي.
قصة هذه الأغنية، أن الكاتب الذي مارس التمثيل قبل كتابة الكلمات، كان يكتب تمثيليات. وفي إحداها ورد مشهد فيه حوار حول التليفون ،فراودته فكرة كتابة أغنية عن هذا الجهاز المعد للتواصل .مشهد يدور حول خطيبة تنتظر خطيبها صحبة عائلتها ،وبين الفنية والأخرى، كان الهاتف يرن ،فترفع السماعة ظانة أن المتصل هو الخطيب ،ولكن لم يكن هو، وبقيت حائرة وترد عليه بأن النمرة غلط.وأن الرقم ليس رقمها.
عاود المتصل الكرة وتجيبه نفس الإجابة. واختار التونسي رقما لم يكن موجودا آنداك وهو 60.3.51 . وبعد عدة رنات هاتفية تجد أخيرا أن المتصل هو خطيبها الذي لامته في الأمر. وقدم لها الاعتذار لتكون المسامحة.
طرح التونسي القطعة على محمد بنعبدالسلام ،حيث نالت إعجابه بعد أن حكى له مضمون قصتها .فقام بتلحينها تم تسجيلها وتأديتهامن طرف أمينة إدريس بمشاركة مجموعة أصوات تنادي إلى جانب الخطيب والخطيبة ،وحضرت فيها رنة التليفون،وسارت الرنة بشكل موزون مع إيقاع الأغنية. والموسيقى كان فيها جرس المنبه وميزها كذلك التصوير الموسيقي .
عرفت الأغنية نجاحا كبيرا، وذاع صيتها وتجاوز صداها المغرب .وكان المنتمون للجيل الماضي المهتمون بالأغنية المغربية عندما يسمعون كلمة التليفون يستحضرون هذه القطعة،التي تقول فيما تقول:
« هادي ساعة وناغادة جاية
عقلي وفكري ما كاين شاي
كانعاين التليفون من عند حبيبي
كانعاين التليفون يطفي نار كليبي
عمل معايا11وهادي 12
يعلم الله أشنو جرا لو….
ألو…ألو….ألو…
هادي النمرة 60.3.51
لا..لا.لا ماشي أنا ياسيدي
النمرة غلط يا سيدى
كيف يكون نساني وهو عاطيني العهد
كيف يكون نساني وحبو فعماقي
خلاني خلاني خلاني
هادي ساعة ونا غادة جاية غادة جاية
……..
عيب عليك تخليني فنار الحيرة
عيب عليك تخليني في الشك والحيرة
سمحي لي يانور أحلامي
سمحي لي وثقي فكلامي.
الغلطة لأول نوبة
ياروحي هادي والتوبة
قلبي مسامحك. عمرو ما يخاصمك…..»
رحم الله حمادي التونسي ومحمد بنعبدالسلام رحمة واسعة.