علي الزين، عضو الإدارة التقنية الوطنية للألعاب القوى: راهنا على تشبيب المنتخب الوطني ودورة طوكيو ستكون لاكتساب التجربة فقط

في المغرب نعاني من خصاص كبير في العداءات بسبب زواجهن المبكر

 

بعدائين أغلبهم من الشباب، حل المنتخب الوطني لألعاب القوى بدورة طوكيو الأولمبية، مراهنا على تسجيل نتائج واعدة، يمكنها أن تكون حافزا للعدائين على تقديم أفضل العروض خلال الاستحقاقات المقبلة.
وكانت أول المؤشرات سلبية، بعدما رفضت وحدة النزاهة، بالاتحاد الدولي لألعاب القوى، مشاركة البطل زهير الطالبي بسبب عدم استيفائه شرط إجراء ثلاثة اختبارات للكشف عن المنشطات، قبل أن تتساقط أوراق المشاركين المغاربة بالأدوار الأولى، باستثناء تأهل الثنائي سفيان البقالي ومحمد تيندوفت إلى نهائي 3000م موانع، الذي جرى أمس الاثنين.
للوقوف على كثير من تفاصيل مشاركة ألعاب القوى المغربية في هذا الاستحقاق الأولمبي، نستضيف البطل العالمي والأولمبي السابق، وعضو الإدارة التقنية الوطنية حاليا،علي الزين، الذي كان لنا معه الحوار التالي:

n في البداية، كيف مرت تحضيرات العدائين المغاربة للألعاب الأولمبية طوكيو 2020؟

pp ما ينبغي أن يعرفه الجميع، هو أن جائحة كورونا أربكت استعدادات جميع العدائين العالميين. ونحن بالمغرب كنا محظوظين للغاية، لأن الجامعة بذلت مجهودات كبيرة في سبيل استئناف النشاط في أقصر مدة، حيث لم تتعد فترة التوقف شهرا واحدا، وحتى لا تتأثر جاهزية العدائين، الذين استعادوا إيقاع التحضيرات بشكل جيد للأولمبياد.

n كيف تتوقع حظوظ العدائين المغاربة في السباقات المتبقية، ولاسيما الـ 1500 متر و5000 متر والماراطون؟

pp كما يعلم الجميع فإن هذه السباقات شكلت على مدار عقود تخصصا مغربيا، حيث حققت فيها ألعاب القوى الوطنية نتائج ستظل خالدة، وإن شاء الله سيدخل عداؤونا هذه السباقات بطموح وحماس، رغم أننا سنكون ممثلين في الـ 5000 م بعداء واحد، هو سفيان بوقنطار، بعدما استبعد زميله زهير الطالبي، في آخر لحظة، بسبب عدم استيفائه لشرط إجراء ثلاثة اختبارات على المنشطات قبل الحلول بطوكيو، ما شكل مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا داخل الإدارة التقنية الوطنية.
وعموما فإن حظوظنا في هذه السباقات تبقى قائمة، لأن كل عداء سيدافع عن فرصته بالشكل المناسب، وبكل ما يتوفر عليه من إمكانيات.
إننا نتوفر في سباق الماراطون على فريق جيد، يضم ثلاثة عدائين بإمكانهم المنافسة على الرتب العشر الأولى، علما بأننا نحن كتقنيين نرى أن الحظوظ في صعود البوديوم هي في سباق 3000 موانع، مع البطل العالمي سفيان البقالي، بينما نتوفر في مسافة الـ 1500 م على عدائين شباب، لا يتعدى سنهم 20 و21 سنة، وسيخوضان لأول مرة تجربة من هذا الحجم في تاريخهما، في انتظار انفجار موهبتهما خلال دورة باريس الأولمبية، بعد ثلاث سنوات، وسيكونان في هذا السباق مرافقين بالبطل سفيان البقالي، الذي سيعود إلى واجهة التنافس في هذه المسافة.

n لماذا كانت أوقات العدائين المؤهلين إلى هذه الدورة الأولمبية عادية جدا؟ وكيف تعاملتم مع شرط ضرورة إخضاع العدائين لثلاثة اختبارات ضد المنشطات قبل الحضور إلى اليابان؟

pp لقد كانت ظروف المسابقات صعبة جدا، بسبب الحالة غير العادية التي أصبحنا نعيش في ظلها بفعل تفشي وباء كورونا، ذلك أننا اكتفينا بتنظيم بعض السباقات بالمغرب، دون أن تتاح أمامنا فرصة خوض سباقات دولية، حتى يتمكن أبطالنا من تحسين أوقاتهم، ولو تحقق هذا الأمر لكانت الأوقات جيدة، ولكان عدد المؤهلين أكثر من الخمسة عشر عداء، الذين يشكلون المنتخب الوطني بطوكيو.
والنسبة لشرط فحوصات الكشف عن المنشطات، فقد كان قرارا مفاجئا، لأننا أخضعنا عدائينا بالمغرب لستة اختبارات تحت مظلة «وادا» (الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات)، لكن قرار الاتحاد الدولي صدر بطوكيو، قبيل انطلاق مسابقات ألعاب القوى بيومين، علما بأن جميع العدائين المغاربة المشاركين في هذه التظاهرة استجابوا لهذا الشرط، ماعدا زهير الطالبي،الذي يتابع دراسته الجامعية بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي حقق الرقم المؤهل للألعاب الأولمبية في مستهل ماي الماضي، لكنه لم يحل بالمغرب إلا يوم 31 منه، ما فوت عليه فرصة الاستجابة لشرط وحدة النزاهة بالاتحاد الدولي، لأن المدة الفاصلة بين الفحوصات الثلاثة هي 21 يوما، وبالتالي فقد كان في حاجة إلى تسعة أسابيع بالتمام والكمال، لكن الفحص الأخير كان مقررا يوم 01 غشت الجاري، وحصل بشأنه طبيب المنتخب الوطني، بعد اتصاله بمسؤولي الاتحاد الدولي، على وعد إيجابي بإمكانية إجراء الفحص الثالث بطوكيو، لكن الأمور تغيرت قبيل السباق، حيث أخبرونا بأنهم اتخذوا قرارا بإقصاء العداء المغربي، وكان من ضمن 20 عداء تم استبعادهم، من بينهم عشرة نيجيريين، حيث تقلص وفدهم إلى 13 مشاركا فقط.
وعموما فإن زهير الطالبي يبقى عداء للمستقبل، حيث أنه من المؤهلين للمشاركة في بطولة العالم داخل القاعة، المقررة في شهر فبراير المقبل.

n هل يمكن اعتبار دورة طوكيو هي فرصة العدائين المغاربة لاكتساب التجربة فقط؟

pp صحيح، هي ستكون كذلك بالنسبة لعدد مهم من العدائين، وهذا توجه الإدارة التقنية الوطنية، فعلى سبيل المثال، كان لنا خمسة عدائين مغاربة مؤهلين لخوض سباق 1500 م، هم بالإضافة إلى البقاليوالساعي والصديقي، كل من إبراهيم كعزوزي وعبد العاطي إيغيدير. وبعد مشاورات داخل الإدارة التقنية، قررنا استبعاد هذين الأخيرين، لأن عامل السن لم يكن في صالحهما.

n لماذا بنظرك اقتصرت مشاركة العداءات على اسمين فقط، هما رباب العرافي ورقية المقيم؟

pp بالنسبة للحضور النسوي، فإننا نسجل مع الأسف مشاركة رباب العرافي في سباقي 800 متر و1500م ورقية المقيم في الماراطون. لأننا في المغرب أصبحنا نجد صعوبة كبيرة في توسيع قاعدة العداءات، ليس لعدم توفر المواهب، وإنما بسبب تخلي العداءات عن الممارسة بمجرد الصعود إلى فئة الكبيرات، وهذا مشكل بات يؤرقنا كثيرا، لكننا الآن نتوفر على ثماني فتيات بالمراكز الجهوية، وسنحاول أن نهيء لهن سبل التدرب المثالي، حتى يحملن المشعل، ويقدن ألعاب القوى الوطنية إلى تحقيق أفضل النتائج.
إن فئة الشابات تبقى هي المنعطف الحاسم، لأن العداءات غالبا ما ينقطعن عن الممارسة بمجرد الزواج، بخلاف عداءات أوروبا وأمريكا، اللائي يتزوجن ويواصلن الممارسة. وخير مثال على هذا الوضع، هو أننا نجد عند انطلاقة سباقات العدو الريفي لدى الكبيرات 30 عداءة فقط، وهذا رقم يحمل أكثر من دلالة، ونأمل أن نتدارك هذا النقص في المستقبل بحول لله.


الكاتب : حاوره بطوكيو: إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 03/08/2021