تجري الاستعدادات على قدم وساق بالعاصمة الاقتصادية، لتهييء دفتر تحملات جديد بهدف تسطير عقد جديد لقطاع النظافة، يستجيب للانتظارات التي ستواجهها المدينة، ويتعلق الأمر بمحطات دولية سينظمها المغرب وعلى رأسها كأس العالم برسم 2030، من بين إكراهات العقدة الجديدة أن تظهر المدينة بمظهر بيئي يرفع من جودة نظافة الشوارع والأحياء والساحات وغيرها، لكن بالموازاة مع ذلك لابد من الاهتمام بالعنصر البشري داخل الشركات التي سترسو عليها الصفقة في يوليوز من سنة 2026، في هذا الصدد تعالت بعض الأصوات النقابية في قطاع النظافة منبهة المسؤولين إلى ضرورة وضع العاملين في حسبان بنود العقد الجديد، وقالت هذه الأصوات إن العاملين في النظافة يواجهون بعض المشاكل التي لابد من حلها، من ذلك أنهم يعملون طيلة الساعات القانونية بزي العمل، الذي يضطرون إلى العودة به إلى منازلهم، حيث يحجم العديد من أصحاب الطاكسيات على السماح لهم بركوب سياراتهم، وإذا ما تنقلوا عبر الحافلة أو الطرامواي فإن الناس تبتعد عنهم، وهو أمر يجعلهم في حرج دائم خاصة مع غياب وسائل نقل تابعة لشركاتهم، في هذا الباب طالبت الأصوات النقابية بضرورة إحداث مستودعات تضم حمامات للاستحمام وتغيير ملابس العمل، مقترحين أن نبنى هذه المستودعات تحت الحدائق المؤثثة للعاصمة الاقتصادية بما أن هناك شحا في العقارات بالمدينة على أساس أن تتكلف الشركات التي سترسو عليها الصفقة بالاعتناء بهذه الحدائق، لأن من شأن هذه العملية أن يجعل عامل النظافة يشتغل في ظروف تصون مظهره وكرامته…
وفي إطار آخر ذهب ممثلو النقابات إلى أنه وجب التفكير في الوضع الصحي لعامل النظافة الذي يواجه الملوثات في كل ساعة وحين من عمله، وذلك من خلال تمكينه من تغطية صحية تصل إلى نسبة مئة في المئة، فعامل النظافة اليوم يتم تعويضه بنسبة تتراوح مابين 50 و70 في المئة، حسب نوع المرض، لكن إن قامت الشركة المدبرة للقطاع بتوفير فقط مبلغ 460 مليون سنتيم في السنة، فإنها ستقدم لهؤلاء العمال الذين يواجهون الأخطار خدمة صحية تصل إلى مئة في المئة، وهذا ليس بكثير على هذه الفئة التي تعمل في مجال مهدد للصحة.
فهل سيأخذ مجلس المدينة مطالب العاملين بعين الاعتبار وهو يصوغ بنود العقدة الجديدة ؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.