يتامى الدولة الاجتماعية
في تطور لافت أقدم عمال وعاملات شركة «سيكوميك» البالغ عددهم أزيد من 500 شخص على الاعتصام والمبيت أمام أحد فنادق مدينة مكناس المصنفة بالمدينة الجديدة «حمرية» الذي تعود ملكيته لرب الشركة الأصلي للضغط على المسؤولين للنظر في الملف الذي طال أمده.
وحسب ممثلي العمال والعاملات، فإن أناسا يجهلون صفتهم واجهوهم من فوق بناية الفندق برشهم بمحلول مائي (روح جافيل)، ورشقهم بالحجارة بمجرد اقترابهم من الفندق، ما نتج عنه إصابات في صفوفهم تم نقل أصحابها إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي محمد الخامس لتلقي الإسعافات الأولية.
وفي الوقت الذي كان العمال والعاملات يرددون شعارات منددة بالأوضاع المأساوية التي يعيشونها ويوجهون من خلالها رسائل إلى المسؤولين مفادها أن صبرهم طال، محملين إياهم مصير العائلات التي تم قطع رزقها، واجهتهم إدارة الفندق بإخراج مكبرات صوت قوية وإطلاق موسيقى صاخبة استمرت بشكل متقطع إلى ما بعد منتصف الليل، أمام أعين رجال السلطة ومختلف أجهزة الأمن المرابطة هناك؛ فيما قام عمال الفندق بتثبيت لافتة فوق البوابة الرئيسية للمؤسسة السياحية تحمل عبارات التنديد بالهجوم غير المبرر من طرف مجموعة من الأشخاص لا صلة لهم بهذا الفندق.
هذا وتعيش عاملات وعمال شركة « سيكوميك « بعد تفويتها، أوضاعا مزرية يصعب وصفها وسرد ضحاياها خاصة بعد إغلاق المعمل في وجههم، وعجز حكومة تدعي أنها اجتماعية عن حل هذا المشكل الذي يهدد الاستقرار الاجتماعي لعائلات العاملات والعمال .
وحسب ممثلي العمال والعاملات فإن قرار تنفيذ الاعتصام أمام فندق صاحب الشركة الأصلي مجرد خطوة نضالية أولى، ستليها لا محالة خطوات نضالية تصعيدية في حالة عدم التجاوب مع حقوقهم المهضومة ومعالجة ملفهم الذي طال أمده. ويأتي هذا القرار نتيجة المماطلة والتسويف الذين قوبل بهما ملفهم، إذ ظلوا لسنوات يجوبون شوارع المدينة ويبيتون بالعراء حتى تم التطبيع مع احتجاجاتهم وكأنهم في «مهرجان» ليس إلا، كما يأتي أيضا بعدما سدت في وجههم كل السبل، وجربوا كل أساليب النضال والحوار مع المسؤولين، محليا وجهويا ووطنيا، دون أن تجد احتجاجاتهم الآذان الصاغية.
وجدير بالذكر أن الشركة أغلقت أبوابها شهر نونبر 2021، وتم حرمان العاملات والعمال من أجورهم شهرين قبل ذلك، وقبل ذلك أيضا لم تسدد الصناديق الاجتماعية لأزيد من خمس سنوات بدءا من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والتغطية الصحية. وعلى الرغم من التوقيع على عدة محاضر ترمي إلى تسوية هذا المشكل على كافة المستويات إلا أن كل ذلك بقي حبرا على ورق.