عندما تتحول سكة الترام إلى مصيدة للراجلين

يبدو أن سكة الترام أصبحت فضاء مشتركا بين مستعملي مختلف وسائل النقل، رغم أنها مخصصة حصريا لمرور الترام، فالعديد من سائقي الدراجات النارية والعادية والطاكسيات والسيارات وحتى سائقي التروتينات الكهربائية أصبحوا يجدون فيها مسلكا سهلا للمرور أو الهروب من الاكتظاظ، في خرق سافر لقواعد السير، غير مبالين بما يشكله تصرف كهذا من خطر على المارة.
هذا الوضع يزداد خطورة في محطات الترام حين يضطر الركاب إلى العبور إلى الجهة المقابلة من الطريق لكنهم يتفاجأون بمرور عشوائي وخاطف لدراجة نارية أو تروتينيت كهربائية مقتحمة المسار دون سابق إنذار أو مراقبة، وقد سجلت في كثير من الأحيان حوادث مؤسفة كان ضحيتها هؤلاء الراجلين الذي تعرض بعضهم لحوادث مؤسفة مثلما حدث لإحدى ضحايا هذه السلوكات الخطيرة، السيدة( م.ف) التي كانت تعبر السكة ذاهبة إلى مقر عملها فإذا بتروتينيت تصطدم بها بشكل مفاجئ متسببة لها في كسر خطير في الأنف مما اضطرها لتلقي العلاج اللازم ومتابعة حالتها الصحية منذ ذلك الحين في غياب أي تعويض، ولا تزال تعاني من آثار الحادث الجسدية والنفسية إلى اليوم.
«ما كانش عندي الوقت حتى نرد البال، كان دايز بالزربة بلا ما يرد البال للناس لي نازلين من الترام من الجهة المقابلة، طحت بقوة فوق سكة الترام، وفقدت الوعي، تضربت فأنفي وما زلت تحت العلاج منذ أكثر من أسبوع. والأسوأ من هاد الشي أن السائق كان فتى مراهقا «.
هذه الشهادة تعكس واقعا مقلقا بات يتكرر في أكثر من نقطة على طول شبكة الترام، حيث تتقاطع الفوضى المرورية مع غياب المراقبة الميدانية، ليصبح الراجلون الحلقة الأضعف في فضاء حضري يُفترض أن يرمز إلى التنظيم والسلامة.
هذا الوضع يثير أكثر من تساؤل حول مدى احترام مستعملي الطريق لفضاءات الترام، وحول فعالية المراقبة التي يُفترض أن تضمن الانضباط داخل هذا الفضاء. فبين غياب الوعي لدى بعض السائقين، وضعف التشوير في بعض المقاطع، يجد المواطن نفسه مهددا في سلامته، وهو يمارس أبسط حقوقه في العبور الآمن.
وفي المقابل، تتحمل شركة الترام والسلطات المحلية جزءا من المسؤولية، إذ يُفترض توفير ممرات آمنة للراجلين، وتشويرٍ ضوئي وصوتي واضح في كل محطة، مع تعزيز الوجود الميداني لعناصر المراقبة لتفادي أي تجاوزات تهدد سلامة المواطنين. كما أن توعية مستعملي السيارات والدراجات والتروتينات الكهربائية بضرورة احترام مسار الترام يجب أن تكون جزءا أساسيا من الحملات التواصلية التي ترافق التمدد المتزايد لشبكة الترامواي في الدار البيضاء.


الكاتب :  خ.م /   تصوير: هـ. رغيب

  

بتاريخ : 29/10/2025