سلسلة مقالات في قراءة الحدث ؛ انطباعات ،تأمل وتحليل
اليوم مع المقال الاول في الشكل
الحدث كان عظيما ، استثنائيا ، متميزا …كان حدثا عظيما بكل المقاييس …
لم يحدث في دار الثقافة مثل ما حدث في 09 دجنبر 2024 …لم يسبق لهذا الفضاء، ان عرف تظاهرة فنية – افتتاح المهرجان الدولي للسينما عبر الصحراء في دورته الثامنة عشرة – من مستوى عظمة الحدث الذي ينشد الإبداع … لقد كانت تظاهرة فريدة من نوعها شكلا ومضمونا …وسنتوقف اليوم عند عظمة الشكل لنبرز مظاهر التميز والتفوق لهذه التظاهرة – الحدث العظيم …
الحدث كان عظيما بحضور قوي ، كبير وعظيم كما وكيفا ، عددا ونوعا ؛
1- كما ؛ عشرات العشرات حضروا افتتاح العرس السينمائي … أفق جديد بعناوين الابداع ، التسامح ، الانفتاح ، الحب ؛
عشرات العشرات حضروا منظمين ومنتظمين…واعين ومحبين ..حالمين وآملين…عاشقين للسينما …عاشقين لزاكورة وعازمين
عشرات العشرات حضروا … عشقا وحبا ؛ لم يحضروا جبرا وقسرا ..لم يحضروا كرها أو إغراء ..لم يحضروا ترغيبا أوترهيبا …لم يحضروا لاوعيا أو قطيعا …لم يحضروا أشياء أوجمادا…
حضور وازن وقوي لساكنة زاكورة ، بناة مستقبل زاكورة حضور دال ومعبر لضيوف هذا العرس هذا العرس الاحتفالي ؛
حضور السفير فوق العادة الاتحادية وسفيرة كازاخستان ،
حضور المنتخبين ورؤساء المجالس الترابية ،
حضور الفاعلين السياسيين والجمعويين والفعاليات المجتمعية ،
حضور المثقفين والحكماء ،
حضور الفنانين والمبدعين ، مخرجين وممثلين ،
حضور قوي للإعلام المحلي والوطني والدولي ، للإعلام بكل تجلياته وتعبيراته….
2- نوعا ؛ الحضور كان كبيرا وعظيما ، عظيما من حيث الكيف والنوع ، هو حضور للمهتمين والمختصين ، للمثقفين والعشاق …لعشاق السينما ، لعشاق زاكورة ،
ومن العناوين البارزة لهذا الحضور :
– حضور العقل والوجدان ، الوعي والفن …عانقوا رفعة ثقافة النظام والانضباط وارتفعوا عن خسة الفوضى و التهريج …باحترام حضروا ، باحترام جلسوا ووقفوا ، باحترام تابعوا وأنصتوا ، وباحترام غادروا ، غادروا المكان ولم يغادروا الابداع …
– عشرات العشرات حضروا ، وأعطوا لحضورهم معنى …تفاعلوا مع الحدث …تفاعلوا وتجاوبوا مع لحظات التظاهرة بتقدير واحترام …انصتوا بحكمة وتابعوا بحكمة …لم يلاحظ إطلاقا ان غادر أحدهم مكانه أثناء الحفل ، الكل انضبط بمحض إرادته ، الكل إلتزم …،وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ التظاهرات بمختلف عناوينها ….وهذه ثقافة الكبار ….وهذا سلوك راقي يعكس قيمة ونوعية الحضور ..
-الحضور كان نوعيا وعظيما ؛ من هنا انتفت مظاهر الرداءة التي تسم التجمعات العامة ؛ صراخ وتهريج ، فوضى وعبث ، تصفيقات عشوائية وزغاريد فلكلورية ، صراخ وانفعالات جوفاء ، طقوس الأعراس واناشيدها…وهذا عنوان انسحاب الجمهور عندما يجبر على حضور لقاءات ليس معنيا بها …
الحضور في حدث 09 دجنبر كان متميزا وواعيا باللحظة ؛ التزم وتفاعل بسمو ثقافي ورقي حضاري…انخرط في الحدث ؛ تصفيقات معبرة وانخراط دال …الحضور كان معنيا لذا لم ينسحب ، ماديا ومعنويا ، طول مدة الافتتاح ؛ وهذا يحدث لأول مرة…
كلمات موجزة ومعبرة ،
لوحات فنية ساحرة ،
رقص وغناء محلي أصيل ،
ابداع روسي جميل …
تحية احترام وتقدير ، تحية اشادة وتنويه لخالد شهيد رئيس المهرجان ، تحية لكل المنظمين ، تحية لكل من ساهم في إنجاح المهرجان …النجاح سيد الميدان …صانعو مستقبل زاكورة ..
والكل يغرد لحن السينما …انشودة زاكورة …
جاء في كلمة جميلة ومتفائلة لخالد شهيد “المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء موعد سنوي يتجدد مع الساكنة يرسخ لفعل ثقافي جاد في مدينة زاكورة من خلال الفن السابع ، هذا الفن الذي يجمع ولا يفرق ويلغي كل الفوارق والحدود من خلال نقل قيم كونية تلتقي أساسا حول التعايش والتسامح على اعتبار درعه على مر العصور ملتقى اثني متعدد الثقافات بامتياز. وتعتبر انتقائية المشاركين مرآة تعكس جودة أفلام المسابقات الرسمية للمهرجان حيث تندثر جميع الحدود . كل ذلك يساهم في تعزيز القناعة العميقة بان السينما في خدمة الإنسانية بوصفها رافعة للتقارب واكتشاف الأخر
يكلفنا المضي قدما في حلمنا بتنظيم هذا الموعد السينمائي الكثير من الجهد والتواصل باستمرار من اجل الخبرة والاختصاص مند عشرين سنة على بدايته. ونسعى بروح مواطنة لكي يقام المهرجان وفق معايير احترافية ومهنية.
ننظم هدا الموعد الثقافي والفني مدفوعين بغيرتنا على بلدنا، وايماننا بان الثقافة يمكن ان تكون رافعة للتنمية من خلال النهوض بالموروث الثقافي والعمراني والطبيعي الذي تزخر به ككل، والتي تستحق أن تزدهر فيها الثقافة والفن أكثر وتصير قبلة للزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم
المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء مخصص لاكتشاف المواهب السينمائية الجديدة. هدفها هو الترويج للأفلام عالية الجودة لتسليط الضوء على التنوع السينمائي والثقافي واكتشاف التراث السينمائي.
ومن هذا المنطلق، فهو يختار عمومًا الأعمال القادمة من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ندعو من خلال المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء الى موعد للحب والسلام لنتواصل ونستمتع بمشاهدة الأفلام وخلق أجواء ثقافية راقية من خلال ندوات متنوعة ولقاءات مع مثقفين وسينمائيين يزرعون الأمل ويحاربون ثقافة التطرف واليأس
نعمل على جعل زاكورة قبلة للانتاجات الوطنة والدولية من خلال التعريف بمؤهلاتها الطبيعية والثقافية والعمرانية والبشرية
أملنا في هاته الدورة أن نصنع الحدث ونبرهن لكل زوار زاكورة إنها مدينة ساحرة وجذابة تنخرط بعنفوان في مسلسل التنمية الشاملة التي يعرفها المغرب