عيسى بن عمر العبدي.. قائد عبدة -21- علاقة القائد مع باقي قواد عبدة

نعود لنعرض أهم احداث الفترة ما بين (1879-1914) التي وقعت بمنطقة عبدة، والتي عرفت حكم القائد (عيسى بن عمر العبدي)، اعتمادا على كتاب «عيسى بن عمر.. قائد عبدة» لمؤلفه الأستاذ المصطفى فنيتير. وجاء في مقدمة هذا الكتاب التي أعدها الأستاذ ابراهيم بوطالب «أن عيسى بن عمر البحتري العبدي»، رجل سلطة، نشأ بين أحضان السلطة وعاش من ممارستها ومات وهو في حرمتها..

ولم تكن محاولة التملص أو الفرار من مراقبة السلطان مجدية ،حيث كانت عيونه بالمرصاد لضبط واحصاء متروك خدام مخزنه المحلي ، فبعد القاء القبض على قائد الرحامنة محمد بن بلة الرحماني اثر خروج طائفة من أيالته ، يقال لهم ( البرابيش) عن طاعته ، وما تلى ذلك، بارد السلطان الى القبض عليه ومصادرة متاعه وممتلكاته ، وفر أخوه الحسين ولد الرحماني ، والتجأ عنذ أخته أم هاني أرملة القائد محمد بن عمر ، وزوجة القائد عيسى بن عمر بعده ، فكتب القائد عيسى بن عمر الى السلطان يخبره بأن الحسين ولد بلة الرحماني ورد عليه بفرس وبغلة ، وأخبره بعد ذلك بأن أخاه محمد ولد بلة وقع القبض عليه ، فأبقاه القائد عيس بن عمر تحت مراقبته الى حين صدور الأمر السلطاني ، فأجابه السلطان بما يلي : ( توجه عندك ببغلتين من دوارهم مثقلتين قبل أن ورود كتابك هذا، فأصدرنا لك أمرنا الشريف بتوجيهه لحضرتنا الشريفة مقبوضا مع البغلتين وما عليهما ،فلتعمل على ذلك .
ولم يكتف السلطان باصدار هذا الأمر ، بل كلف القائد بالبحث عن كل متاع مودع من طرف القائد المعزول محمد ولد بلة الرحماني لدى أفراد ايالة القائد عييى بن عمر ،وبعد التحريات التي قام بها ، توصل الى اكتشاف متاع كان مودعا لدى نائب القاضي بالبحاثرة ، وبعث به الى السلطان ..حسب ما هو واضح في بعض الرسائل ، جاء فيها : (ما وجهته من متاع ولد بلة الذي كان مودعا عند نائب القضي ، الطالب عمر بن رقية .
( المهام المنوطوة بالقأئد ازاء المخزن المركزي ).
أ — تقديم الواجبات المخزنية .
حرصت قببلة البحاثرة ، وكانت ايالة القائد عيسى بن عمر تقديم ما نابها لجانب المخزن المركزي من خرص الحبوب بانتظام ، وفي كل سنة وكان مجموع ما تقدمه سنويا يتفاوت حسب الظروف الطبيعية والمناخية ، نظرا لطبيعة نشاطها الفلاحي ، وارتباطه بالأمطار ، وعلى الرغم من أن قبيلة البحاثرة كانت تشغل الحيز الأكبر من مساحة قبائل عبدة ، الا أنها لم تكن من حيث انتاج الحبوب تتوفر على نفس الخصائص التي كانت لقبيلة الربيعة مثلا، والتي تتوفر على مؤهلات التربة ، جعلتها تحتل مركز الصدارة في انتاج الحبوب .
ويتضح لنا من خلال ذلك ما قدمته قبائل عبدة من خرص الحبوب لسنة :1307 هجرية //1889ميلادية .
# — فقبيلة الربيعة قدمت من القمح : 906خروبة مراكشية والتي تزن 18كلغ . ومن الشعير : 651 خروبة مراكشية
# — قبيلة البحاثرة : قدمت من القمح 94 خروبة مراكشية ، ومن الشعير 37 خروبة مراكشية .
# — قبيلة العامر : قدمت من القمح 15 خروبة مراكشية ، ومن الشعير 05 خروبة مراكشية . مجموع ما قدمته قبائل عبدة : من القمح 1015 خروبة مراكشية ….ومن الشعير ما مجموعه 693 خروبة مراكشية .نلاحظ من خلال هذه الأرقام مدى التفاوت الكبير .بين قبائل عبدة فيما ينوبها من خرص الحبوب .وهذا ما يؤكد تفاوتا في الانتاج و مستوى المعيشة ، فاذا كانت قبيلة الربيعة تستأثر بالنصيب الأكبر من حيث الانتاج ، فذلك راجع الى خصوبة تربتها من التيرس عكس قبيلة العامر التي تعد أضعف من حيث الانتاج مقارنة مع باقي القبائل ، ان قبيلة البحاثرة رغم اتساع مساحتها التي تغطي تقريبا نصف أراضي عبدة ، الا انها لا تساهم الا بجزء ضئيل من الانتاج الفلاحي ، وهذا راجع الى أن جانبا كبيرا من مساحتها، ممتد على شريط ساحلي ذي طبيعة صخرية ، أو رملية ، ولايشكل الجزء الفلاحي الا شريطا ( انتقاليا) وهو ما يطلق عليه اسم ( الحصبة).
اما فيما يخص الزكاة على المواشي ..فكان السلطان يحث القائد عيسى بن عمر على جمع ما ينوب ايالته ، ويؤكد في رسائله فيقول (وعليه فنأمرك الى ان تستوفي من ايالتك ما اوجب الله عليهم من الزكاة التي هي معلومة بالضرورة في الدين ، وجاحدها لم يدخل ريقه الاسلام … وان تقوموا على ساق الجد في حملهم على أذائها فورا وان لا تقبل من احد في التعجيل عذرا، لأنها من حقوق الله .


الكاتب : إعداد : محمد تامر

  

بتاريخ : 27/04/2023