هل يَحِقُّ لي أنْ أتَرَنَّحَ أمامَ أَريجِ العِطْرِ فيكِ؟
أيتها الوردةُ،
تَخْجَلُ رِجْلايَ السَّميكَتانِ مِنْ لُيُونَةِ أَصابِعِكِ
أَبْتَلِعُ شَكْوايَ
أَجْلِدُ مَسامَّ الجِلْدِ لِأَجْلِ أَنْ أَتَجلَّدَ
أَبْتَسِمُ، وَالبَسْمَةُ لا تُخْفي أَجْراسَ الكَمَدِ عَنْكِ.
أيتها الوردةُ،
سَميكٌ هُوَ الحُزْنُ، سامٍ
أَشَدُّ صَلابةً مِنْ رائحةِ أَعْوادِ النَّدِّ تَفُوحُ مِنْكِ
صُنانُ قَطراتِ العَرَقِ لا تَذْبُلُ أَوراقُ تيجانِها.
أيتها الوردةُ،
عُذْراً
إنَّ الحُزنَ مسافاتٌ
يَصْعُبُ رَتْقُ جراحِها
يَصْعُبُ تَرميمُ الجُدرانِ الآيلةِ لِلسُّقوط
إِنْ حَجَبْتِ زُرْقَةَ الأَرَقِ بِأَحْمَرِ الشِّفاهِ
كَيفَ لي أنْ أَحْجُبَ كَفّي تُلَوِّحُ للغَرَقِ.
أيتها الوردةُ،
سيقانُكِ الدَّقيقَةُ تُفْجِعُني
يوُجِعُني أنّي ضائِعٌ في المَتاهِ، مُتْعَبٌ
بِالقَرَحِ
لا يَطْرُقُ أَبْوابيَ الفَرَحُ.
أيتها الوردةُ،
لا أُوافِقُني الرّأيَ فيكِ، أنتِ رَفيقَتي
في الأَسى
والفَرَحُ في فيكِ مُعَلّبٌ.
هَل يَجوزُ، أيتها الوردةُ، أنْ تَظْمَأَ
أَسْماكُ السَّلَمُونِ في النَّهْرِ؟
هَل يَجوزُ أن يَقْتَرِنَ الحُلْمُ بالمِلْحِ في الجُرْحِ؟
أيتها الوردةُ،
هَل يَجوزُ أن نَموتَ سَهوا بلا زادٍ في القلبِ
والمَدى؟
هَل يَجوزُ أنْ تَنْبُتَ زهرةُ ياسَمينَ
في عُلَبٍ مِنْ إِسْمَنْتٍ مُسَلَّحٍ بالصَدى؟
هَل يَجوزُ، والجِيَفُ تُحيطُ بنا، أيتها الوردةُ
أنْ نَعيشَ وَنَحْيا؟
عُذْراً أيَّتُها الوَرْدَةُ
الكاتب : عبد الله بن ناجي
بتاريخ : 04/10/2024