1 –-
كَأنِّي أحْيَا
أُغَنّي سِيرَة الغَيْمِ
فَيَضْحَك النَّهْرُ
في صَدْرِي
كَأنِّي أحْيَا
أُلَوِّح لِلْوَرْدَة
فَتَسْقُطُ أَصَابِعي
عِنْدَ ما تَبَقَّى مِنْ ظِلِّها
كَأنِّي أَحْيا
أَضَعُ مَوْتِي في جُيُوبِ
القَصائِد
وَ أَلْهُو بِرَذاذِ الرُّوح
كَأَنِّي أَحْيا
أَرْمِي الأَشْجارَ بِالدَّهْشَة
فَتَطيرُ العَصافِير
كَأَحْلام قَديمَة
– 2 –
بِعُنْف
يَطْرُقُ الخَريفُ البَابَ
وَ بِهُدوء
تَرْشُفُ القَصيدَةُ
قَهْوَتَها الإيطالِيَّة
– 3 –
لا وَقْت
كَيْ أُرَتِّق
خِرَقَ الفَراغِ
التي تُداعِبُها الرِّيحُ
عَلى حَبْلِ الذَّاكِرَة
– 4 –
مُزْهِراً بِالأَلَم
أَخْطو جِهَةَ العَدَم
فَتَتْبَعُني فَراشَاتٌ
ضَيَّعَتْها الحَدائِقُ
في لَيْلِ الحِكَايات
القَديمَة
– 5 –
الشَّاعِرُ الَّذي أَنْهى لِلتَّوّ
قَصيدَةً في الحُبِّ
الشَّاعِرُ نَفْسُهُ يُنَظِّفُ بُنْدُقِيَّتَهُ
كيْ يُشارِكَ بَعْد قَلِيل
في مُباراةِ رَمْيِ الحَمَام
– 6 –
عِنْدَ الهَاوِيَّة
أُطَرِّزُ صَمْتِي
قَمِيصاً لِلْوُجُود
كَأنِّي كُنْتُ
كَأنِّي لَمْ أَكُنْ
– 7 –
وَجْهي
وَهَبْتُهُ للرِّيح
وَ لِلْهَباءِ قَلْبي
تَائِهاً
أُفَكِّرُ في الغَيْمَةِ
كُلَّمَا النَّهْرُ وَبَّخَ
الشَّجَرَة
– 8 –
كَأَيِّ شَاعِر بِمِزاج خَاسِر
سَأُدَخِّنُ أَحْلامِي
حَتَّى آخِرِ قَصِيدَة
وَ أَنا أُطِلُّ مِنْ شُرْفَة
في الرَّأْسِ
لَنْ أُلَوِّحَ لِأَصْدِقَائِي القُدامَى
كَيْ لا تُصِيبَهُم عَدْوَى
المَجازِ
فَيَرْمُونَنِي بِالجُنونِ
وَ تَصْعَدُ مِنْ قَمِيصِي
غَيْماتُ عِطْر
تُمْطِرُ في قَلْبِها
فَتَتَدَلَّى مِنْ شَفَتَيْها
فَاكِهَةَ الحُبِّ
– 9 –
وَحْدَها تَفْهَمُنِي
عُزْلَتِي
كُلَّمَا غِبْتُ تُصَفِّقُ
للرِّيح
وَ تَجْرَحُ بِعَيْنَيْها كَفَّ السَّماء
وَحْدَها عُزْلَتِي
تَحْنُو عَلى مَا يَسْكُنُ في القَلْبِ
مِنْ مَجَاز
وَ تَفْتَحُ للرُّوحِ نَافِذَةَ
الحُقُول
– 10 –
لَمْ تَعُدْ لِي أَصَابِع
كَيْ أَقْرَأَ وَجْهَ الوَرْدَة
وَ لِأَنِّي أَعْمى
أَضْحَكُ دَائِماً نِكَايَةً
فِي الطَّريق