غابة المقاومة.. «رئة» الخميسات تتعرض لإهمال ممنهج في أفق الإجهاز عليها!

في ظل مطالب جمعوية باستعجالية تدخل الجهات المسؤولة

 

تعتبر غابة المقاومة بالخميسات «إرثا بيئيا» ثمينا، إذ أن عمر أشجارها يفوق مائة سنة؛ حيث كانت بداية الغراسة سنة 1918 بعد استيلاء المعمر على مجموعة أراض زراعية، ليقوم بعد دلك في أواسط العشرينات، ببناء كنيسة بوسطها، وكانت إبان الحقبة الاستعمارية تحمل اسم «غابة النصارى» وتعرف لدى السكان باسم «غابة لمرابو»، وكانت في سابق عهدها مجالا للشباب للمطالعة، الرسم والكتابة، خاصة أنها تجاور ثانوية موسى بن نصير، وظلت متنفسا للساكنة ووجهتها قصد النزهة والبحث عن الهدوء والترفيه والترويح عن النفس، خاصة في فصل الربيع، كما يلاحظ في هذه الأيام الربيعية، حيث تكتظ بالعائلات الراغبة في التمتع بهذا الفضاء، لاسيما خلال نهاية الأسبوع وأيام العطل، كما تعد مجالا لممارسة الرياضة خاصة العدو وكرة القدم؛ وبذلك تعد «الرئة» التي تتنفس عبرها حاضرة زمور؛ الا أن هذه الغابة كمجال بيئي لا يزداد حالها، مع مرور السنين، الا سوءا وأصبح وضعها مزريا: فأشجارها توجد من بينها التي مازالت تقاوم عامل الاهمال وعاديات الزمن، وأخرى تموت واقفة و لم يتبق منها الا الجذوع وبعضها سقط أرضا بعض أن اقتلعت، مما يعد جريمة في حقها، علما بأن المساحة المغروسة حديثا جد قليلة؟
بعض أطراف الغابة حفرتها مياه الأمطار لتتحول الى أخاديد غائرة وأدت الى انجراف التربة ، مما تسبب في بروز عروق وجذور الأشجار فوق أديم الأرض وانتشار نباتات في كل جوانبها وتراكم الأزبال بشتى أنواعها.
الجزء الشرقي من الغابة المطل على الوادي مجرى المياه العادمة، الذي تنبعث منه روائح نتنة وانتشار الحشرات، أصبح مرتعا لرمي أتربة مخلفات البنايات «الردم، ركام من الحجارة من مختلف الأحجام» وغير مسيج ؛ جزء به أعمدة وآخر بدونها؛ وعلى امتداده سبق أن تم غرس أشجار الزيتون لكن كان مصيرها الموت؟
الواجهة الجنوبية المحاذية للطريق الرئيسية الخميسات – مكناس، سياجها تكسر جزء كبير منه، وهناك من لم يعد له وجود، جدران متهالكة وداخل الغابة تفتقرالأعمدة الكهربائية للمصابيح التي تعرضت للتلف والكسر، الباب الحديدي الرئيسي أزيل؛ وكذا باب فضاء الأطفال، والباب قرب «مركز اليونيسكو»، حيث لم تبق سوى العارضتين الاسمنتيتين؛ الباب الشمالي بالقرب من إدارة المياه والغابات أزيل أحد مصراعيه، كراس اسمنتية تكسر جزء من بعضها… وضعية تطرقت لها دورات سابقة لجماعة الخميسات من خلال الحديث عن برمجة 80 مليون سنتيم لتهيئة الغابة، لكن دون تنفيذ؟ وقبل بضع سنين تم إحداث ملعب للقرب بقلب الغابة كتب عليه ملعب القرب «عين الخميس» ، في حين أن «عين الخميس» بعيد عن هذا الفضاْء؟
هذا وسبق لفعاليات جمعوية ومهتمين بالشأن البيئي، القيام بتحركات واحتجاجات ضد المساس بالغابة، التي اعتبروها خطا أحمر، وأن هناك أمكنة ملائمة لإقامة ملاعب القرب، مطالبين بغرس أشجار جديدة في أفق الحفاظ على غابة تكون متنفسا وفي مستوى رغبات الساكنة، بعيدا عن مخططات زحف الاسمنت وأطماع الإجهاز عليها، مع التأكيد على استعجالية تحرك الجهات المسؤولة لتهيئة هذا الفضاء/الإرث، ووقف كل ما يهدده ويهدد البيئة وصحة السكان ومستقبل الأجيال القادمة.


الكاتب :   أورارى علي

  

بتاريخ : 12/04/2021

أخبار مرتبطة

  تسببت عضة كلب مسعور بحي بواركَان بمدينة أكادير في وفاة شاب لقي حتفه بمستشفى الحسن الثاني نتيجة مضاعفات صحية

انتقل إلى عفو الله، المناضل السياسي والنقابي والجمعوي الدكتور محمد حرفي، رفيق الشهيد عمر بنجلون، الذي عاش ردحا من شبابه

وفد كبير وغير مسبوق يرافق إيمانويل ماكرون وحرمه، وأجندة حافلة نحو تعزيز شراكة استثنائية بأفق واعد     يحل اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *