غبي…. بميزة بليد جدا

سادتي النجباء…
بلا وهل …أقر لكم
إن جسدي ناتئ.. في العراء
علقوه… عنوة
عند حافة الخواء

لا… صهوة أمتطيها
وأحمل أرزائي المتعبة
لا… دموع أذرفها
غيمة تبلل لوعتي
تمنحني انسيابي
كيما.. آخذ حصتي
في نهر البكاء.
ألا أبدو غبيا …. !

لا… فراشات تهب
فوق ورد حديقتي
لا… وطن أتقمصه يانعا
وأتشرب سواكبه
لترسيم حدود جبيني
وحق الانتماء…

لا..ناي يعزف
نائحة شجني
لا..خرير أنادمه
نخب غبني
بين دروب وطن
يرفل ..بالتفهاء
ألا أبدو غبيا …. !

ها.. أنذا أركض في وجعي
أشتم رائحة جثتي
من نزيف يسكنني..
ألملم مزق يومياتي
غلائل تستعر.. تباعا
أخبئ فيها هواجس
قد انزرعت.. مشاعا
ها.. أنذا أرتشف لعناتي
أهراء.. عويل
تصادى أكوام حمى
وأبتلع الهباء
ألا أبدو غبيا …. !

لا تهزءوا مني
أن يكورني الذعر
ملء مزاجه
نحيبا …كاسفا
نشيجا …راعفا
أتسكع شارع أسراري
أحتمي من حتفي بكفني
عند مشارف المحن
ألا أبدو غبيا …. !

سادتي… النبهاء
لا أتوسل رأفة
كما يهجس.. الحكماء
الذين يحاجون النوايا
والمنهكين من السبايا

هو المدى يدرك مليا
همهمات تراتيل نشيدي
هلال… نعيي
بروقي ورعودي
ألا أبدو غبيا …. !

حتما سأزهر.. خريفا
أجف… خصيفا

توا ..قد أحلق سقوطا
إلى أسفلت الغباء
أنجب… عقما
نسلا وضرعا
أبيض… فحما
وألتحف ردائي لغما
لعلكم… ستصدقون

لا تسخروا مني
أن أندلق مزنة
أقحلت.. قحطا
أتوسل رمقي
من كأس جائف
أتسول شبقي
من ذعر ناجف

سادتي.. النبلاء
لا تهزءوا مني
أدحرجني واقفا
أكورني واجفا.

هي نوباتي …
تقاسمني حسراتي
كيما.. أفتش عني قبسا
تدثر حلكته.. قاتما
تلفع جمراته.. حمما

قيظا زلالا
لحنا سعالا
ألا أبدو غبيا …. !

فعش… بليدا
ترى الدنيا.. رغيدا
عش… بليدا
ترى الشيخ وليدا
عش.. بليدا
ترى العميل شهيدا

أخجل من نفسي
أرتحل سادرا
في رصيف رحيلي
مترنحا أهادن بلاياي
و أناور.. همسي
أخجل من خجلي
أن أسامر انخطافي و وجلي
ليصرخ الأبدي في..
و أقر لكم..
بأني غبي بميزة بليد جدا


الكاتب : عبدالله أبو صفوان

  

بتاريخ : 27/04/2018