يعيش العديد من المرضى وأسرهم معاناة كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة بسبب اختفاء مجموعة مهمة من الأدوية من رفوف الصيدليات، وهو الأمر الذي ظلت «الاتحاد الاشتراكي» تنبه إليه مرات عديدة وتحذّر من تبعاته على صحة المرضى وعلى الأمن الصحي للمغاربة بشكل عام.
وأكد عدد من المرضى وصيادلة الصيدليات في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن ما يقع اليوم على مستوى تدبير الأدوية يطرح أكثر من علامة استفهام، مشددين على غياب كل آلية للتنسيق بين الموزعين والصيادلة والأطباء من أجل معرفة الدواء الذي يمكن أن يعرف انقطاعا والمدة المفترضة في هذا الغياب عن الرفوف حتى يتسنى للطبيب المعالج استحضار هذه الوضعية أثناء تحريره للوصفة الطبية لمريضه بعد تشخيص وضعيته.
وأوضح فاعلون صيدلانيون بأنه يمكن للطبيب في حالات أن يصف أدوية أخرى تنتمي إلى نفس عائلة الدواء المختفي عن الأنظار، التي قد تكون أصلية هي الأخرى أو جنيسة، مما سيمكّن المريض من اخذ الدواء ومتابعة العلاج، لكن في حالات أخرى قد يكون الدواء المنقطع لا بديل له، وهنا تقع أزمة كبيرة ترخي بوقعها على الوضعية الصحية للمريض الذي يكون في حاجة ماسّة إلى الدواء المعني مما يجعل أسرته تدخل في متاهة كبيرة، قد لا يخرجون منها إلا في حال استقدام الدواء المرغوب فيه من خارج الوطن لمن تتأتى له هاته الإمكانية.
وشدد عدد من صيادلة الصيدليات في تصريحات للجريدة على أن هذا الوضع الذي بات واقعا مستمرا هو غير مقبول بشكل نهائي لأن فيه تهديد لصحة وسلامة المرضى، مؤكدين في المقابل على أن استمرار تجميد وتعطيل خطوة «حق الاستبدال» وتمكين الصيادلة من هذا الإجراء يفاقم معاناة المرضى، إذ يجب في كل وصفة تضمّنت دواء أو أكثر غير متوفرين الاتصال بالطبيب المعالج، وهنا يفتح باب آخر للمعاناة، إما لعدم تضمين وصفات طبية الرقم الشخصي للطبيب أو لأن عملية الرد على الاتصالات الواردة على الهاتف الثابت من طرف بعض المساعدات لا يتم أخذها على محمل الجدّ، لتبقى محاولات الاتصال وبالتالي السعي لاستبدال الدواء بعد التشاور مع الطبيب المعالج خطوة مشروطة بالرد من عدمه، علما بأنه في الكثير من المرات يكون المتحكم في هاته العملية هو مزاج شخصي وليس الواجب المهني؟
هذه الوضعية المعتلة التي يعيشها عدد كبير من المرضى وأسرهم تجعل المتضررين يطالبون أولا كل المتدخلين في القطاع بضرورة اتخاذ ما يلزم من تدابير لتفادي الانقطاع المتكرر للأدوية، خاصة تلك التي لا صلة لـ «المواد الأولية الدولية» باحتجابها، وثانيا بتحيين قوائم الأدوية والتنسيق بين الأطباء والصيادلة والموزعين لتخفيف هذا العبء الإضافي الذي يزيد من حجم الثقل الذي يعيشه المريض، صحيا وماديا واجتماعيا.
غياب آلية «إخبارية» للتنسيق تعمّق من معاناة الباحثين عن العلاج .. مرضى تائهون بين الأطباء والصيدليات بسبب اختفاء عدد كبير من الأدوية

الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 09/07/2025