غياب حلّ فعلي لمشكل التكوين يحرم المغاربة من فوج من الأطباء الخريجين

وقفة احتجاجية حاشدة لطلبة الطب وداعميهم في الرباط ومقاطعة واسعة للامتحانات يعمّقان الأزمة

 

احتشدت جموع غفيرة تتكون من طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة إلى جانب آباء وأمهات والعديد من الفعاليات الداعمة لهم، صباح أول أمس السبت أمام مقر المؤسسة التشريعية بالعاصمة الإدارية الرباط، للاحتجاج مرّة أخرى ضد استمرار فصول مشكل التكوين الطبي في الكليات العمومية، التي انطلقت منذ حوالي عشرة أشهر، وذلك بعد أن قررت الحكومة تقليص سنواته من سبعة إلى ستة، في خطوة أكد عدد من الطلبة في تصريحات لـ “الاتحاد الاشتراكي” أنه لم يتم التحضير لها بشكل جيد، مما سيؤدي إلى حرمان أطباء الغد من مئات الساعات من التكوينين النظري والتطبيقي، وهو الوضع الذي إذا ما تم تفعيله والعمل به سيتسبب، حسب المتحدثين، في تخريج دفعة من الأطباء “ناقصي التكوين”، مما سيشكّل تهديدا للصحة العامة؟
وصدحت حناجر المحتجين بشعارات منددة بالوضع الذي يعيشه طلبة الطب في ظل استمرار هذا الوضع، مستغربين من تجاهل الحكومة لمطالبهم وتعاملها معها باستهانة، وفقا لتصريحات عدد من الطلبة للجريدة، الذي شددوا على أن ما يتم الترويج له من حلول حكومية هي مجرد تفاعلات مع تداعيات قرار مقاطعة الدراسة أولا ثم الامتحانات ثانيا، دون العمل على معالجة المشكل الحقيقي المتعلق بتقليص سنوات التكوين، ويقترح الطلبة في هذا الإطار أن يتم العمل بالصيغة السابقة بالنسبة للأفواج الخمسة الحالية، وتجهيز الشروط البيداغوجية للعمل بما تمت تسميته بالإصلاح بالنسبة للأفواج اللاحقة حتى لا يكون هناك أي مساس بطبيعة ومضمون التكوين الذي يجب أن تستوفى فيه كل الشروط البيداغوجية.
واعتبر عدد من المحتجين، سواء من خلال اللافتات التي تم رفعها أو الشعارات التي تم ترديدها بأنهم ضحية لهذا المشروع الذي يراد فرضه عنوة، وفقا لتأكيدات عدد من الطلبة، مستنكرين المقاربة التي تم اعتمادها سعيا لتنزيله، والتي تأسست على فرض الأمر الواقع من جهة، وعلى استخدام العنف في مواجهة مطالب أطباء الغد، سواء المعنوي منه، من خلال حل مكاتب ومجالس الطلبة، والتوقيفات، والمتابعات، وإعمال نقطة الصفر، وصولا إلى استخدام القوة كشكل مادي لفك الاعتصامات ومنع الوقفات، ثم المتابعات القضائية في خطوة لاحقة، كما وقع في الرباط نموذجا.
وفي سياق ذي صلة، قاطع طلبة الطب يوم الجمعة الأخير الامتحانات التي كانت مقررة انطلاقا من الرابع من الشهر الجاري، وتجاوزت نسبة الرفض الطلابي لاجتياز الدورة التي سطّرتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار الـ 90 في المائة، مما يعكس رفضا جماعيا للمشروع الحكومي. وأكد مصدر طلابي للجريدة أن نسب المقاطعة تراوحت حسب المواقع الجامعية ما بين 93.41 و 100 في المائة، والتي عرفت مشاركة الطلبة الجدد كذلك وانخراطهم في هذا الشكل الاحتجاجي الجديد.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 07/10/2024