غيماته تسكن السماء ولا تبتل

تكريم الفنان الياباني نوغوشي أكيمي بأصيلة

 

تم أول أمس الاثنين 28 أكتوبر2024، على هامش فعاليات موسم أصيلة 45، تكريم الفنان الياباني نوغوشي أكيمي، تقديرا واعترافا بتفرد تجربته الفنية في مجال الحفر.
دأب نوغوشي دأب على مشاركة منتظمة في مشغل الحفر في أصيلة على امتداد عقد ونصف من الزمن، فهو معلم الصيغة السوداء بناء على تجارب واختبارات لمسيرته، خبر تقنيات الحفر على النحاس إلى أن اشتغل أستاذا للفنون التشكيلية في اليابان ليستقر بعدها في فرنسا.
يشارك نوغوشي منذ 2007 في موسم أصيلة، وقد أبدع خلال هذه السنوات أعمال حفر بمختلف الأحجام والألوان، إذ يعتبر أحد رواد هذا النوع من الفن ويستفيد أغلب الفنانين المشاركين من خبراته ومهاراته.
يمزج أكيمي في أعماله الواقع بالخيال، وتستحق أعماله الاحتفاء بها لفرادتها وفضاءاتها غير المتوقعة.
عن تجربة نوغوشي يقول الناقد التشكيلي بنيونس عميروش:
«يظل الحفار أكيمي نوغوشي (من مواليد 1946) مُعَلِّم Maitre الصيغة السوداء La manière noire أو تقنية الميزوتينت Mezotint في فن الحفر، بناء على العديد من التجارب والاختبارات القائمة على تكوينه المتين، بداية بمدرسة كيوتو للفنون الجميلة (مدرسة أساي تشو) (1965-1968)، وجامعة كيوتو للفنون (1968-1970)، وانضمامه لورشة هايتر S. W. Hayter (الورشة 17) للحفر في باريس (1976- 1980) حيث خَبر تقنيات الحفر على النحاس، إلى أن اشتغل أستاذا بشعبة الفنون التشكيلية في جامعة كينكي- أوساكا باليابان بين 1989 و1991، ليستقر بعدها في فرنسا، حيث ركز بحوثه بشكل خاص على تقنيات فنون الطباعة، بينما يستخدم العديد من التقنيات التي تجمع بين الحفر Gravure والصِّباغة الزيتية والأَصْباغ المسحوقة (دهان التّامْبرا Tempéra) والنحت، بينما تقوم أعماله على اشتقاقات رامزة حول الطبيعة وعناصرها، مثل الغَيْمَة البيضاء التي ظلت تُشكِّل عنده نواة تعبيرية في العديد من الأعمال التي ينجزها بحساسية معاصرة ممهورَة بهيمنة السواد والعَتمَة. ومن داخلها، يعمل باستمرار على إشعال عناصره الدالة، المرسومَة والمُلَوَّنة بعناية شديدة، واضعا أيقوناته داخل وضعيات تركيبية مُثيرة، وأحيانا ضد المنطق المادي للأشياء، لتَيْسير هوامش التأمل والتساؤل والتأويل لدى المتلقي».


بتاريخ : 31/10/2024