بحلول أمس الأربعاء، 17 دجنبر 2025، تكون قد مرّت أربعة أيام على فاجعة أسفي التي هزّت الرأي العام الوطني، والتي تقاسم خلالها الجميع مشاعر الألم والحزن مع أسر الضحايا الذين فارقوا الحياة غرقا، في حيّز زمني وجيز، بعد أن وجدوا أنفسهم أمام سيول جارفة، استطاع بعضهم النجاة منها بفضل تآزر ومساندة وسواعد شباب المنطقة، ثم بفضل تدخلات عناصر الوقاية المدنية ومختلف المصالح المعنية في مرحلة لاحقة، لكن وبكل أسف فُقد آخرون، صغارا وكبارا، ومن الجنسين، مخلّفين وراءهم صدمة وشرخا كبيرين.
عدد الضحايا الذي لم يتم حصر لائحته النهائية لحدّ كتابة هاته الأسطر، صباح أمس الأربعاء، كان يرتفع وفقا للحصيلة التي كانت تعلن عنها السلطات المحلية بين الفينة والأخرى، إذ انتقل من 14 إلى 21 وصولا إلى 37 ضحية، إلا أنه وبعد أن تم الكشف عن آخر المعطيات الرسمية المتعلقة بمن رحلوا عن هذه الدنيا جراء الفاجعة، كانت في المقابل الصور والفيديوهات توثق لاستخراج وانتشال جثث ضحايا آخرين، وكانت شهادات بعض المواطنين من قاطني المنطقة تكشف بأن هناك الكثير من الجيران والأصحاب من السكان والتجار، هنا وهناك، الذين لم يظهروا بعد ولا يزالون مختفين، لا يُعرف مصيرهم.
هذا الأمر جعل عددا من المتتبعين لهذه الفاجعة وما خلّفته من خسائر بشرية ومادية على حدّ سواء، وهم ينتظرون إتمام مجريات البحث للكشف عن الأسباب التي أدت إلى هذه الحصيلة الثقيلة ومحاسبة كل من له صلة بذلك، يطرحون كذلك علامات استفهام بخصوص العدد الفعلي والنهائي للضحايا الذين أودت مأساة واد الشعبة بحياتهم والذين فقدوا أرواحهم على إثرها، بينما كانوا يعبرون الطريق أو يحتمون بمكان ما من مياه اعتقدوا في اللحظات الأولى بأنها ستمر بردا وسلاما فإذا بها تتحول إلى مياه طوفانية أغرقت المنطقة ومعها الكثير من الأشخاص الذين أسلموا أرواحهم لبارئها في لحظة ضعف وعجز أليمين.
وجدير بالذكر أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي كان قد أعلن أنه على إثر السيول الفيضانية التي شهدها الإقليم يوم الأحد الأخير فقد فتحت النيابة العامة بحثا في الموضوع بواسطة الشرطة القضائية للوقوف على الأسباب الحقيقية لهذا الحادث الأليم وللكشف عن ظروفه وملابسته، كما أوضحت السلطات المحلية في نفس الإطار صباح الاثنين، أن التساقطات الرعدية القوية التي عرفها الإقليم والتي أدّت إلى تدفقات فيضانية استثنائية خلال فترة زمنية وجيزة، قد تسببت في تسجيل 37 حالة وفاة، إلى جانب إسعاف اثنين وثلاثين شخصا مصابا، غادر غالبيتهم المستشفى بعد تلقي الإسعافات والعلاجات اللازمة، فيما أشارت إلى أن هناك حالات أخرى توجد تحت المراقبة الطبية، ويتعلق الأمر بـ 14 شخصا، من بينهم اثنين بقسم العناية المركزة بمستشفى محمد الخامس بآسفي.
وبحسب السلطات المحلية دائما، فقد غمرت المياه ما لا يقل عن 70 منزلا ومتجرا، خاصة على مستوى المدينة القديمة، بينما جرفت السيول عشرات السيارات، وتسببت في أضرار مختلف طالت الممتلكات الخاصة والعامة.
فاجعة آسفي .. في انتظار الكشف عن العدد النهائي للضحايا
الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 18/12/2025


