شهد شارع الزلاقة بمدينة الحسيمة زوال الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 حادثا مأساويا هز الرأي العام المحلي، بعدما أقدم شخص يعتقد أنه مختل عقليا على صب مادة البنزين على الفنان المعروف محليا باسم “سوليت” وإضرام النار فيه، في واقعة صادمة خلفت حالة من الذعر والحزن وسط المواطنين.
وحسب شهود عيان، فإن الفنان “سوليت” كان يجلس كعادته بالقرب من إحدى المقاهي الشعبية بالشارع المذكور، قبل أن يفاجأ بالمعتدي يسكب عليه البنزين ويشعل النار، لتندلع ألسنة اللهب بسرعة كبيرة وسط صراخ وهلع الحاضرين الذين حاولوا التدخل لإنقاذه.
وقد هرعت عناصر الوقاية المدنية إلى مكان الحادث، حيث جرى إخماد النيران ونقل الضحية في حالة حرجة إلى المستشفى الإقليمي محمد السادس بالحسيمة، في حين تمكنت عناصر الأمن الوطني من توقيف المشتبه فيه على الفور، وفتح تحقيق عاجل تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد دوافع وملابسات هذا الفعل الإجرامي المروع.
وذكر بلاغ للنيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، أن أحد الأشخاص تعرض، بعد زوال الثلاثاء، لإضرام النار في جسده بالشارع العام بالحسيمة من طرف شخص قام بسكب مادة قابلة للاشتعال عليه وإشعال النار فيه.
وأوضحت النيابة العامة أنها أمرت، على إثر ذلك، بفتح بحث قضائي في الموضوع للوقوف على ظروف وملابسات الواقعة، كما قررت وضع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية لضرورة البحث، فيما تم نقل الضحية إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.
وأضاف المصدر ذاته، أن الأبحاث لا تزال جارية في الموضوع، وسيتم ترتيب الآثار القانونية المناسبة على ضوء ذلك فور انتهائها.
ويعتبر الفنان “سوليت” من الأسماء الفنية المحبوبة بمدينةالحسيمة، إذ عرف بفنه الأمازيغي الشعبي الملتزم وبأدائه الميداني الذي يجذب المارة بروحه المرحة ورسائله الاجتماعية الساخرة، مما جعله قريبا من قلوب الساكنة. وقد سبق وأن شارك في عدة تظاهرات فنية محلية ووطنية .
وقد خلفت هذه الحادثة الأليمة صدمة عارمة وتعاطفا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر عدد كبير من النشطاء عن تضامنهم مع الفنان المصاب، مطالبين بتوفير الرعاية الطبية والنفسية اللازمة له، ومراجعة وضعية الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية ويشكلون خطرا على المجتمع.
وتعيد هذه الفاجعة المؤلمة إلى الأذهان أهمية تعزيز برامج الرعاية النفسية والاجتماعية، وضمان تتبع الحالات المرضية الخطيرة لتفادي تكرار مثل هذه المآسي التي تمس الأمن الإنساني والسكينة العامة.