منحت لجنة التحكيم لمهرجان «بروطانيا» بفرنسا، جائزة أفضل ممثل لعام 2022 للناقد السينمائي المغربي مصطفى العلواني عن دوره في الفيلم المغربي « المرآة والفينوس» للمخرج أمين بن موسى.
موضوع الفيلم عبارة عن قصة رمزية للشاعر الذي يمثل الحالة الشخصية، أو بالأحرى الفنان الذي يواجه وحدته وهويته. هذا الشاعر الملعون يمثل الطبيعة في نفس الوقت ويواجه ما يراه تجسيدا للجمال، التمثال الخالد والمتفوق. قبل هذا الظهور يتوسل رحمة الآلهة .
الفيلم من توقيع المخرج المغربي أمين بن موسى، وهو صانع أفلام ومصور سينمائي وكاتب نصوص، عمل على عدة مشاريع كمخرج مساعد أول ، ويعتبر فيلمه القصير «المرآة والفينوس» فيلمه الأول.
الناقد السينمائي مصطفى العلواني الحائز على أفضل ممثل في هذا المهرجان، وهو المعروف كونه ناقدا سينمائيا، ولم يخض تجربة التمثيل السينمائي في حياته، يصف هذه التجربة في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي أنها تجربة لم تكن متوقعة.
ويحكي العلواني أن القصة بدأت معه قبل الحجر الصحي بسبب كوفيد 19، حين التحق بالدار البيضاء شاب قادم إليها من إحدى مدن الشمال، ليتواصل معه عبر الميسنجر، حيث فاجأه، يقول مصطفى العلواني، بأنه «بصدد تصویر فيلم قصير، ويعول علي كممثل «، أي أن يكون بطل الفيلم.
كان الجواب تلقائيا، بالتأكيد، يضيف العلواني، بأنه ليس ممثلا، لكن المخرج أمين بن موسى رد عليه قائلا : « أعرفك حق المعرفة، وكنت دائما أتابع حضورك بالمهرجان الدولي للفيلم بطنجة، ولدي اليقين أنك الشخص المناسب لتشخيص الدور».
ولأن المخرج كان على قدر كبير من اللطف والكياسة، يضيف مصطفى العلواني، قلت له بسرعة: «
«باسم الله، أنا معك، لكن تحمل مسؤوليتك».
هكذا جاءت حكاية المشاركة في هذا الفيلم القصير، و»بعد مرور أيام قليلة ، يوضح العلواني، بعث لي المخرج ملخصا يصف فيه خصائص الشخصية، قرأت الملخص وحاولت استبطان معانيه، ثم أخبرني في ما بعد عن موعد التصوير، وفعلا سافرت الى تطوان حيث بلاطو التصوير، ليمتد التصوير ثلاثة أيام ممطرة، وقد مرت الأمور بسلاسة وانسيابية».
«بعد الانتهاء من التصوير، يقول العلواني، اصطحبني المخرج أمين بن موسى إلى محطة الحافلات بتطوان، وقبل أن يودعني، منحني شيكا وقال لي»هذه أتعابك يا أستاذ وشكرا لك بزاف»، فكان جوابي يقول مصطفى العلواني، «بالعكس تسليت معك واستفدت، وبالتالي ليست لي أتعاب «، وأوضحت له أنني لا أتوفر أصلا على بطاقة التعريف الوطنية، وطلبت منه شراء تذكرة السفر وقنينة ماء، وهكذا كان، حيث ذهب عند البقال يشرح العلواني ضاحكا ،» جاب ليا قرعة ديال الما وبشكيطو في ميكة، وملي ركبت لقيت فالميكة واحد البركة».
«مر مايقارب الثلاث سنوات على هذا الأمر، وقد نسيته ، وانقطعت الصلة بيننا، إلى أن زف لي الخبر السعيد، وأنا سعيد يقول مصطفى العلواني، بهذه التجربة مع مخرج شاب مثقف وأنيق الفكر، وقناعاته السينمائية شاعرية ومرهفة» .