فالز ثلاثي الأبعاد:

1: الحياة بيت القصيد

تتملكني رغبة في أن أصوغك تمثالا يجثو الناس أمامه انبهارا يتوددونه، تتملكني رغبة في أن أنفث فيك من روحي فتتمثلين لي ملكة متموجة الرغبات، ترفعني وتخفضني متى تشاء، كالمد مرة والجزر أخرى، وأنا بين أمواجك أرتع كما لو كنت في مرج أخضر مزين بدوالي السكرة الأخيرة، مديني بنحرك لأرسم عليه رغباتي، مديني بنهدك لأمتص منه رحيق حياتي، مديني بسرتك ليكتمل اكتمالي.. يطرد الهدهد من أوهامي نبش الغراب، ويعيد تفاصيل الوجود إلى متاهات الرؤيا، فأركع متبتلا شاكرا نعمة حضورك المشرق يزين قلبي المحزون جراء غيابك السرمدي، ها قد طال انتظارك فمتى اللقاء، ها قد غابت روحك فمن يعيد بناء الوجود، ها قد عدت فرحة ليسمو الفؤاد بالانصهار ويعيد تلابيب الزمن إلى نغمة البداية. تعالي، أحمل إليك الشمس، وتحملين إلي البحر، ونتمدد على الرمال نتابع النوارس تغني لحن اللقاء. انزعي عنك رداء الخجل، واركضي عارية وتنشقي نسائم الحرية، أعيدي إلى جسد الضوء، وسيري خلف رغباتك المتوارية، واسمحي للموج أن يغطيك بلمساته الحريرية ليعيد إليك إيقاعك المفقود، ليعيد إليك نبض الحياة، وأقبلي علي منشرحة الصدر، مبتهجة القسمات، فالحب نشيد ، والحياة بيت القصيد.

2: الليل كاحتمال

هذا الليل المتسرب مثل الماء من بين أصابعي، كيف أكتبه وأنت عارية أمامي بتحد أخجل حرفي فتوارى خلف النسيان… ذاكرتي متعبة، وبي وحش يريد أن ينهض… اقتربي، لعلي أشفي بك داء جرحي، لعلي بك أشبع ذاكرتي لتمتلئ بك حد التخمة، فأسافر باطمئنان إليك وأعانق السهر المتمدد بعنفوان كسكين تجرح بقاياي، ها أنا أتشظى بك، ها أنا ألملمني بك، ها أنا أتوهج بنار قبلاتك، من يسميني، فالولادة من رحم اللقاء نعيم وشقاء، وأنزفك، وأعيد تركيبي، لا مهرب منك، وهذا الليل المنسكب من أحداقك، كيف أكتبه، كيف أعيد رتق الصبابة، كيف أبني من جديد جسدك الذي التهمته من غروب الشمس حتى مطلع الفجر…؟

3: إلى الشاعر محمد بنطلحة راجيا القبول..

حين أشرقت الشمس وقد أدنت لها بالبروز، تمدد الليل في عينيك ثم تقلص ليصير بحجم سمسمة تزين كعك الانتظار، كهلالية متورطة في عشق الانتصار المكذوب، ورمشك الهزاز يرعب جحافل الصيد الباكر، يطمر الرغبات في أعماق التمني، ويبلط أرض السهر بشقوق من كرز نام على خد أميرة نهضت لتوها من نوم عميق على قعقعة السيوف وصليلها، لا تدرك أن الحرب قامت فقط لتبقى نائمة في فراشها الوثير ترعى أحلامها الوردية تجري كماء نمير في السهول تصيرها خضراء، جنة للناظرين. ترقبيني، فأنت أميرتي اليقظى، وحلمك سأحمله على جناح قزح، وأسقي به أرضي العطشى، لينمو الخصب زادا لملاحمنا الزرقاء… نامي قليلا أو كثيرا، فلم يصح الديك، بعد، معلنا نهاية الاشتباك.


الكاتب : عبد الرحيم التدلاوي

  

بتاريخ : 16/03/2021

أخبار مرتبطة

743 عارضا يقدمون أكثر من 100 ألف كتاب و3 ملايين نسخة 56 في المائة من الإصدارات برسم 2023/2024   أكد

تحت شعار «الكتابة والزمن» افتتحت مساء الأربعاء 17 أبريل 2024، فعاليات الدورة الرابعة للمعرض المغاربي للكتاب «آداب مغاربية» الذي تنظمه

الأستاذ الدكتور يوسف تيبس من مواليد فاس. أستاذ المنطق والفلسفة المعاصرة بشعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز ورئيسا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *