صدر حديثا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب: «قلق الجندر: النسوية وتخريب الهوية» تأليف: جوديث بتلر بترجمة الباحث التونسي فتحي المسكيني.
يقول فتحي المسكيني عن دوافع هذه الترجمة:
«كان دأبي دوما أن أعمل على نقل أمّهات الكتب التي تخلق عالما جديدًا في لغة ما، وليس مجرد نقل كتب ثانوية هي أقرب إلى العلف الإبستيمولوجي منها إلى النظريات المؤسّسة في مجالها. وقد فعلت ذلك مع هيدغر وهابرماس وكانط ونيتشه من قبل. لا أترجم إلا ما أراه جزءا من ماهية العصر، يقبض على حقيقة مجتمع أو دين أو جيل أو جماعة كبيرة ويحولها إلى ورشة تفكير. وقد وجدت في كتاب جوديث بتلر الذي ترجمته تمرينا رائعا على إعادة طرح القضايا النسوية على نحو وضع مقولة «النساء» نفسها موضع سؤال، بحيث أن تحرير «النساء» من الهرميّة المعيارية التي تأسست على الفرق بين «الجنسين» من الذكر والأنثى، وتجسدت في «النظام الأبوي» وشبكة «السلطة» الجنسية والسياسية التي تمخضت عنه، هو معركة رمزية تظل عرضية أو معطوبة طالما لم يتمّ تحرير «الذات» التي يُفترض أنها موجودة خلف هذه التسمية.
إن «هوية» الجندر هي عبارة عن «فعل إنجازي» وليست «جوهرًا»، بيولوجيً»ا أو ماهية اجتماعية مستقرة بلا رجعة. «فعل إنجازي» أي شيء لا «نكونه» بل «نفعله». شيء لا «يقع» بل دور «نؤدّيه» وهو لا يبدو لنا أمرًا «طبيعيا» إلاّ لأنه تماهى مع البنية «النحوية» التي نعبّر بها عن أنفسنا».
فتحي المسكيني يترجم «قلق الجندر: النسوية وتخريب الهوية»
بتاريخ : 09/02/2022