فتيل الغضب يشتعل بين طلبة كليات الطب والصيدلة في المغرب والعائدين من أوكرانيا

قرّر أطباء الغد حمل الشارة السوداء انطلاقا من يومه الثلاثاء خلال التداريب الاستشفائية العمومية التي سيقومون بها، احتجاجا على وضعية التكوين الطبي والصيدلي التي وصفوها بالحرجة، خاصة على مستوى التداريب الاستشفائية، وتنديدا بعدم صرف المنح والتعويضات عن المهام وتأخر المستشفيات الجامعية بطنجة وأكادير وغيرها من المطالب الأخرى التي تروم إنصافهم ووقف ما وصفوه باستغلالهم لا سيما بالنسبة لطلبة السنة السابعة.
انتقادات طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان لم تقف عند هذا الحدّ، إذ عبروا عن رفضهم لأية محاولة لإدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا بسبب الحرب، الذين وجدوا أنفسهم أمام باب مسدود من أجل استكمال مسيرتهم العلمية سعيا نحو التخرج، إذ بمجرد ما أن تم التلويح بالإقدام على هذه الخطوة رسميا حتى ارتفعت الأصوات المنددة بهذا القرار الذي تم اعتباره متسرعا وسيزيد من جراح التكوين الذي تعاني منه المنظومة التعليمية الصحية. وشددت اللجنة الوطنية الممثلة لأطباء الغد على أن الوضعية الحالية الصعبة داخل الكليات العمومية والمستشفيات الجامعية وما يعانيه الطالب من صعوبات في التكوين، تجعلها تدعو إلى استبعاد هذه الإمكانية وبحث حلول أخرى لا تؤثر سلبا على جودة التكوين، مؤكدة على ضرورة التحسين الفعلي لظروفه بشقيه، وبشكل أخص التطبيقي المتعلق بأرضية التداريب الاستشفائية التي تعرف اكتظاظا غير مسبوق بكافة الكليات العمومية، كما أهابت بضرورة العمل على تحسين الحالة الاجتماعية للطلبة لتتلاءم مع الظروف المجتمعية الحالية من خلال محورين أساسيين هما التواصل المباشر معهم ومع الرأي العام والمشاركة الفعالة في جميع الأوراش التي تخصهم.
من جهتهم، استغرب الطلبة الذين فرضت عليهم العودة إلى المغرب هربا من نيران الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا وأسرهم من موقف طلبة كليات الطب والصيدلة بالمغرب، الذي وصفوه بغير العقلاني والمتسرع، وذهب البعض الآخر إلى اعتباره غير الدستوري بالنظر لكونه يسعى إلى تكريس التمييز وعدم استحضار سياق عودتهم الإجبارية، مشددين على حقهم الكامل في استكمال مسيرتهم الدراسية العليا، داعين إلى تكتل الجهود والتحلي بنكران الذات وبالقيم الإنسانية الأصيلة في إطار من التآزر والتعاون لإيجاد حلّ لهذه المعضلة الطارئة التي لم تكن متوقعة والخارجة عن إرادة الجميع.
وناشد عدد من الطلبة العائدين من أوكرانيا المسؤولين وزملائهم الطلبة المغاربة للعمل على تغليب المصلحة العامة وتقديم التسهيلات الكفيلة بتمكين الجميع من استكمال مسارهم الدراسي، بالنظر لغياب أية منافسة على المقاعد في إطار للتباري أو للتوظيف، وعلى اعتبار أن الأمر يتعلق بمواصلة التكوين الذي انطلقوا فيه منذ سنوات، والبحث عن صيغ عملية من أجل القيام بالتداريب الضرورية وفتح أبواب مصالح كل المؤسسات الصحية المتوفرة حتى يجد الجميع ضالته العلمية المنشودة، مؤكدين على أنه في المحن تكون الحاجة أكبر إلى التضحيات التي يسجّلها التاريخ لعظماء الوطن، إناثا وذكورا، بعيدا عن العاطفة وقريبا من خطاب العقل.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/03/2022