فرحة عارمة لأسود الأطلس بكتابة تاريخ جديد

عمت فرحة عارمة «أسود الأطلس» عقب كتابتهم تاريخا جديدا بتأهلهم للمرة الأولى إلى الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم في كرة القدم، بالفوز على إسبانيا 3 – 0 بضربات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي 0 – 0) الثلاثاء في مونديال قطر.
وانطلقت الأفراح مع الصفارة النهائية للحكم الأرجنتيني فرناندو راباليني، إثر ضربة الجزاء الترجيحية الرائعة لأشرف حكيمي، وبدأت أولا باحتفاء كبير بنجم الأمسية حارس المرمى ياسين بونو، الذي تصدى لركلتين ترجيحيتين.
ساهم حارس مرمى إشبيلية، الذي اختير أفضل لاعب في المباراة، بشكل كبير في تحقيق الجيل الحالي ما عجز عنه الجيل الذهبي عام 1986، عندما خسر بهدف في الدقيقة 89 من خطأ في الجدار البشري أمام ألمانيا الغربية.
وحمل حارس مرمى اشبيلية على الأكتاف وقوبل بتصفيقات وصيحات تشجيعية من الجماهير المغربية، التي أتت من كل حدب وصوب حاملة الأعلام الوطنية وشتى وسائل التشجيع، دون أن تذخر أصوات حناجرها لمساندة منتخب بلادها في أحد أصعب الاختبارات في النسخة الحالية.
نال المدرب وليد الكراكي نصيبه بدوره من العناق وحمله اللاعبون بدوره عاليا وراحوا يصرخون «أولي، أولي، أولي».
ودخل اللاعبون في عناق حار فيما بينهم وراح الواحد يهنئ الآخر بإنجاز لم يؤمن به كثر، بالنظر إلى المجموعة القوية التي وقع فيها الأسود، خصوصا مع كرواتيا الوصيفة وبلجيكا الثالثة.
وجال اللاعبون وصالوا أرضية الملعب يتبادلون التحية والتهنئة مع الجماهير الغفيرة، التي عانت كثيرا من أجل الحصول على تذكرة لحضور المباراة، واضطر بعضها إلى دفع مبالغ كبيرة للتواجد في الملعب وعيش هذه اللحظة التاريخية.
وقال لاعب الوسط عز الدين أوناحي «هذا أقل ما يمكن أن نقدمه لهم. الفرحة والاستمرار في إدخال الفرحة في قلوبهم. هم لا يبخلون علينا ويلاحقوننا أينما كنا، وبالتالي يجب رد الجميل ولو أنه واجبنا أن نحقق الانتصارات».
وأضاف «نعرف المشاكل التي واجهتهم للحصول على التذاكر، خصوصا وأنه لم يكن أحد يتوقع استمرارنا بعد الدور الأول، ونعدهم بأننا سنقوم بما يلزم حتى تكون الأمور أكثر سهولة في الدور ربع النهائي».
التف اللاعبون حول علم فلسطين والتقطوا صورة جماعية أمام أعين لاعبي المنتخب الإسباني، الذين بكوا من شدة الحسرة على الخروج من ثمن النهائي، بعضهم لم يبخل بتهنئة الأسود على التأهل، خصوصا غافي وبيدري وجوردي ألبا لزميلهم عبد الصمد الزلزولي المعار إلى أوساسونا.
وقال يوسف النصيري «قدمنا مباراة كبيرة، وأثبتنا أننا لا نخاف أي منتخب مهما كانت سمعته. كرة القدم هي 11 لاعبا ضد 11 لاعبا، ومن يبذل المجهود الأكبر يفوز».
واستمرت الاحتفالات في غرف الملابس وسط صيحات كثيرة من قبيل «فعلناها»، «دخلنا التاريخ»، «يعيش المغرب»، «لن نقف هنا»، «سنواصل»، «مبروك علينا، هذه البداية».
ودخل حكيمي فرحا إلى غرف الملابس حاملا ابنه البالغ من العمر سنتين مرتديا قميصا للمنتخب المغربي عليه اسمه أمين، سفيان بوفال يقدم التحية العسكرية إلى مدافع الوداد البيضاوي يحيى عطية الله، ويقول «لقد فعلناها، جهز نفسك للمباراة المقبلة».
وفي جانب من الغرفة، أطلق مدافع بريست الفرنسي العنان لصوته مرددا شعار «ديما مغرب» وموجها إنذارا إلى الخصم المقبل «سيكون الدور عليك البرتغال» في إشارة إلى إمكانية مواجهة رفاق كريستيانو رونالدو في الدور المقبل في حال تخطيهم سويسرا.
وأكد أوناحي «سنحتفل هذه الليلة، من حقنا ذلك، لقد دخلنا التاريخ، إنه إنجاز طال انتظاره، هذه أمسيتنا، ليلتنا ستتواصل الاحتفالات حتى وقت متأخر، ولكن لن تستمر أكثر من الليلة».
وأضاف «تنظرنا مباراة صعبة في الدور المقبل ويجب التركيز عليها اعتبارا من الغد».
وتأخرت الاحتفالات بالفعل داخل غرف الملابس حتى أن اللاعبين كانوا مرهقين خلال مرورهم بالمنطقة المختلطة ولم يدل أغلبهم بتصريحات إلى وسائل الإعلام المكتوبة معتذرين لهم وواعدين بالحديث في المرة المقبلة، عقب التأهل إلى نصف النهائي!!!!!


بتاريخ : 08/12/2022